هو محمّد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن عليّ
الفتّال الواعظ النيسابوريّ، الشيخ الأجلّ الثقة السعيد، الحائز درجة الاجتهاد في
سبيل إشاعة الحقّ و ترويج المذهب المدعوّ تارة بالفتّال و اخرى بابن الفارسيّ،
المنسوب إلى أبيه الحسن مرّة، و إلى جدّه عليّ ثانية، و إلى جدّه أحمد ثالثة، و
لذلك ذهب بعض العلماء إلى تعدّد المسمّى، و لكنّ الأكثر صرّحوا بأنّ الكلّ تعبير
عن شخص واحد، و استظهروا ذلك من كلام ابن شهرآشوب و غيره، و نحن نشير إلى ما قيل
في حقّه و نوقف الباحث إلى صراح الحال:
قال تلميذه العلم الأعظم ابن شهرآشوب في معالم
العلماء ص 103: محمّد بن الحسن الفتّال النيسابوريّ، له التنوير في معاني التفسير،
روضة الواعظين و بصيرة المتّعظين.
و قال في مقدّمة مناقبه: حدّثني الفتّال
بالتنوير في معاني التفسير، و بكتاب روضة الواعظين ا ه. و قال أيضا: و أمّا أسانيد
كتب الشريفين: المرتضى و الرضيّ- إلى أن قال:- بحقّ روايتي عن السيّد المنتهى عن
أبيه أبي زيد، و عن محمّد بن عليّ الفارسيّ عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى[2].
و قال الشيخ منتجب الدين في تاريخ الريّ: محمّد
بن أحمد بن عليّ الفارسيّ أبو عليّ الفتّال، كان من شيوخ الإماميّة، سمع من
المرتضى أبي الحسن المطهّر و عبد الجبّار بن عبد اللّه، روى عنه عليّ بن الحسن بن
عبد اللّه النيسابوريّ، و مات سنة 508[3]. و قال في فهرسته: الشيخ الشهيد محمّد
بن أحمد الفارسيّ، مصنّف كتاب روضة الواعظين، ثمّ قال- بعد فصل طويل-: الشيخ محمّد
بن عليّ الفتّال النيسابوريّ، صاحب التفسير ثقة و أيّ ثقة، أخبرني جماعة من الثقات
عنه بتفسيره. ا ه[4].
[1] الفتال بالفاء المفتوحة- لا بالقاف كما
في لسان الميزان المطبوع- و التاء المشددة: من أسماء البلبل و لعله لقّب به لطلاقة
في لسانه في الخطابة و الوعظ و عذوبة في لهجته و رقّة في ألفاظه.