نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 188
الغاية تراكمت السحب بأمر ربها الذي ألف بينها، لم تدعها تتراكم هنا
وتخف هناك، بل جعلها في مستويات متقاربة، وألفّ بين باردها وحارها وأخرج منها
شحنات كهربائية هائلة نرى أثرها في البرق ونسمع صوتها في الرعد، ثم خلق منها كميات
هائلة من النتروجين الضرورية للنبات، وهكذا استخرج الودق من خلاله.
ثانيًا: إن هذا يجري في السماء حيث ننظر جميعًا إلى آثار التدبير،
مما يجعلنا ندعو الرب لينزل علينا رحمته. فإذا هطلت الأمطار كانت بكميات معقولة،
لا قليلة عديمة الفائدة للزرع، ولا كثيرة تسبب الفيضانات والسيول المدمرة.
وهذا التسبيح الفطري الذي قد يجري على ألسنتنا هو التسبيح ذاته الذي
يلهج به كل من السماوات والأرض والطير صافات كل بلسانه وحسب مستواه.
أوَليست دواب الأرض وهوامها هي الأخرى بحاجة إلى الغيث وتصلي لربها
لكي يسقيها من السماء ماء طهورًا، بل حتى الأشجار والمروج وكل ذي شعور، كل ذلك مثل
ظاهر للتسبيح والصلاة والدعاء الذي يعكس حاجة الجميع إلى رحمة الرب وعطائه.