responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 121

عمّا ينفعه وينهض بمستواه، ويبتعد به عن مواقع الخطأ والزلل، لينتهي إلى حيث يهيمن على هواه ويزيد من علمه وعقله.

الحكمة بين الصبر والشكر

ومن عظيم الحكمة وعنوانها الشكر أنها تنفع الإنسان في أحلك الظروف التي يمرّ بها، أو تمرّ به خلال حياته، فيواجه بحكمته وبشكره ساعات الحرج بكل وعي وشجاعة وأمل بِمَنْ خلقه وأنعم عليه، دون أولئك الذين ينهزمون عند أبسط المواقف والامتحانات، لافتقارهم إلى الحكمة ونضج الشخصيّة.

ولذلك، تجد في الآيات والروايات حديثًا عن الصلة بين الصبر والشكر، كقوله تعالى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [1].

وقول الإمام علي عليه السلام

(المُؤْمِنِ شَاكِرٌ فِيْ الْسّرّاءِ صَابِرٌ فِيْ الْبَلَاءِ خَائِفٌ فِيْ الْرّخَاءِ) [2].

صبرًا وشكرًا واحتسابًا.

والعلاقة بين الصبر والشكر تتمثّل في أن الإنسان الشكور ينظر إلى الإيجابيّات، وهي نعم الله تعالى، فإذا فقد نعمة واحدة منها لا يجزع ولا يهلع، وإنما يستغني ويتقوّى بغيرها من النعم. حتى أن مَنْ يتصف بهاتين الصفتين‌

الرائعتين تراه دائم الانشراح، وإن اقتربت روحه من مغادرة بدنه، لأنه يرى مقام السعادة المُعدّ له عند الله تعالى قبل أن يُفارق الحياة، هذا فضلًا عن مجرّد


[1] سورة إبراهيم، آية: 5.

[2] غرر الحكم، حكمة رقم: 1525.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست