نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 106
تفصيل القول
لعلّ هذه الآية هي الآية المحور في سياق سورة لقمان، باعتبار أن
لقمان كان متّسمًا بالحكمة، وقد سُمّيت هذه السورة المباركة باسمه، إضافة إلى
ابتدائها بقوله سبحانه وتعالى تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ
الْحَكِيمِ.
ما هي الحكمة؟
فما هي الحكمة؟ وما هي العلاقة بينها وبين الشكر؟ وما هي آفاق الحكمة
في حياتنا؟ هذه أسئلة تثار حينما نتدبّر في الآية الثانية عشر، حيث يقول ربّنا
سبحانه وتعالى وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ.
وقبل البدء في تفصيل الموضوع، لا بدّ من تقديم ملاحظتين
الأولى: أن الحكمة هي مستوى رفيع في تكامل
الإنسان، تمامًا كما يقول الله تعالى وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ
فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً[1]. ولكي يصل
الإنسان إلى ذلك المستوى الأسمى من حركته التكاملية، لا بدّ له من طي مسافات
واسعة.
وهكذا؛ نجد السياق القرآني لهذه السورة المباركة حملنا من مرحلة إلى
أخرى قبل بيان الحكمة. فمن مرحلة الإيمان إلى مرحلة الهدى، وإلى مرحلة الرحمة،
وإلى مرحلة اليقين. وهكذا كأنه يأمرنا أن نطوي هذه المراحل حتى نبلغ الحكمة،
ونتجاوز عقبات الشك