responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 95

أن خلق الله الإنسان، وحمَّله الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات والأرضون والجبال بينما حملها الانسان؛ منذ ذلك الحين قُرنت الفتنة به، كما قال ربنا تعالى: هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً [1].

وهكذا كان الابتلاء ملازمًا للإنسان منذ خلقته؛ لأن الله خلق الإنسان من نطفة أمشاج، يعني فيه جانب خير وجانب شر. كما قال تعالى في آية كريمة: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [2].

فإنَّا شئنا أم أبينا وما دمنا في هذه الدنيا نُبتلى.

فهنا قاعة امتحان، ولذلك علينا أن نُهيِّئ أنفسنا لمواجهة الفتنة. ومن الفتن الأساسية للإنسان فتنة الإنسان بالآخر. الأب يُبتلى بابنه، والابن يُبتلى بأبيه، وهما يُبتليان بالزوجة والأم، كذلك الغني يُبتلى بالفقير والحاكم بالرعية والعكس كذلك، والناس يُبتلى بعضهم ببعض حتى الجار يُبتلى بجاره. وهذا الابتلاء سنة تقع سائر الأحكام الشرعية في إطارها؛ يعني ليست هناك في الحقيقة شريعة من أحكام الدين إلَّا والفتنة جوهرها، وابتعاث الأنبياء من صلب هذه الفتنة. كذلك في مجال الأنبياء حيث بعث الله الأنبياء بشرًا ورسلًا. ولو أن الله تعالى بعث ملكًا الى الأرض رسولًا وكانت معه جيوش من الملائكة وحراب وأسلحة فوق قدرة البشر


[1] سورة الإنسان، آية: 1- 2.

[2] سورة البلد، آية: 10- 17.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست