responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 83

3- أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ‌.

هذا المشهد الرهيب في يوم الحشر، حيث الله عز وجل يسأل القوم لماذا ضلوا. إنه قد ينعكس اليوم في واقعنا بإثارة وجدان كل منا، إنه هو المسؤول الأول عن اختياره الهدى أو الضلال.

حيث إننا حين نرجع إلى أنفسنا ونستحضر ضميرنا نعرف كيف أن الآخرين لم يكونوا يملكون قرارنا في اختيار طريق الهدى أو عدمه. وهكذا تتجلى لدينا بصيرة الحرية البشرية التامة التي تتحدى كل الضغوط إن شاء الإنسان بإذن ربه. وفي كتاب ربنا المزيد من القصص الحق التي يذكرنا بها الرَّبّ، والتي تؤكد هذه البصيرة. فهذا النبي يوسف على نبينا وآله وعليه السلام تراه تحدَّى بإذن الله ضغوط السلطة الجائرة وإغراءاتها. وهذه آسية بنت مزاحم زوجة فرعون، تراها تتحدَّى كل جبروت زوجها الطاغية.

كلَّا؛ كل فتن الدنيا ليست عللًا لإجبار البشر على الضلالة؛ فلا الطغاة وإرهابهم، ولا المترفون وإغراءاتهم، ولا المجتمع وضغوطه؛ تستطيع استلاب حرية القرار من البشر. ولهذا فإن من يضل سيُعاقب على ضلاله كما يُعاقب من ساهم في إضلال الناس.

ونستفيد من هذه الآية أن الإنسان حينما يعبد من دون الله تعالى صنمًا، مثلًا، فهو- في الحقيقة- لا يعبد الحجارة أو الحديد أو الخشب أو ما صنع منه الصنم، بل إنما يعبد- بادئ ذي بدء- أولئك الذي أقنعوه بعبادة الصنم، وتلك الأفكار التي نشروها لعبادة الصنم. بل وإن ابن آدم حينما ينصاع لأقوال هؤلاء في عبادة الصنم، فإنما يعبد هواه.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست