responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 317

أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي، وَبِاخْتِيَارِكَ عَنِ اخْتِيَارِي‌)[1].

وحيث إن مُبرم القضاء يُرفَع ويُفَلُّ بأيسر الدعاء، فإن من اللازم بابن آدم ألَّا يبخل بالدعاء.

ولو أننا تتبَّعنا كتاب الله تعالى وحقَّقنا في موضوعاته وجدنا أنه إذا تحدَّث عن السنن الكونية مرة، فإنه يتحدَّث عن المتغيرات مرتين؛ هذه المتغيرات المُنبثقة عن الأوامر الإلهية؛ إذ إن له سبحانه الأمر من قبلُ ومن بعدُ. وذلك لأن المشكلة النفسية الكبرى التي تعتري بني آدم على الدوام أنهم لا يُؤمنون بربٍّ يُدبِّر أمورهم ويتصرَّف في شؤونهم. فهم يتصوَّرون خطأً بأن الله خلقهم ثم تركهم لشأنهم وفوَّض الأمور إليهم. وهكذا فإنك قد لا تجد في الدنيا من يُنكر وجود الله بتاتًا، وإنما الكفَّار يُنكرون ربَّانيَّته وأنَّه يُدبِّر شؤونهم أولًا بأول.

ولو أن البشر تمكَّنوا من اجتياز هذه العقبة وعرفوا كيف يتدخَّل قضاء الله سبحانه في شؤون خلقه، لسما واقعهم أيَّما سمو، لأنهم سيجدون على وجه اليقين طريقًا لا أيسر منه للاتصال به جل وعلا، وهو الدعاء. والدعاء مُخُّ العبادة وأداة اليقين. والله تعالى لا يعبأ بعباده لولا أنهم يدعونه؛ لأنه يلتفت بوجهه الكريم لعباده الداعين السائلين إيَّاه من فضله العميم، مع أدائهم وظائفهم وواجباتهم المُلقاة على عواتقهم، فهم يتوكَّلون ولا يتواكلون .. وهم يرغبون في الله ولا يرغبون عنه.

ولكن ماذا يفعل بِمَنْ يدَّعي أن يد الله مغلولة؟. وماذا يُصار


[1] بحار الأنوار: ج 95، ص 226.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست