تبقى فطرة الإنسان فضاءً نقيًّا لانعكاس سنن الله تعالى في خلقه
عليها، ومن هنا فهي تظل تبحث عن أمرين أساسيين:
الأول: التكامل والنمو (جلب المنفعة).
الثاني: تجنُّب الأخطار (دفع الضرر).
إذ الفرد يُريد النمو، وفي الوقت نفسه لا يريد الضرر. ولكن كيف يحصل
البشر على هذين المطلبين بأجرين؟.
بالعمل والدعاء. فترى المؤمنين لا يكتفون بالعمل ولا هم يكتفون
بالدعاء. ومن هنا فإن جزاءهم تحقيق كلا المطلبين، فهم يُجزون الغرفة ويُجزون
بالتحية والسلام.
أما الغرفة؛ فهي البيت الرفيع والكيان السامي .. ومن حيث الصورة
المادية، فإن الغرفة يُراد بها البيت المبني على الدار.
ولكن لماذ يُجزى هؤلاء بالغرفة؟. وأية غرفة غرفتهم؟.
إنها غرفة في الدنيا، وغرفة أسمى في الآخرة. فأما التي في الدنيا،
فهي مهبط الرحمة الإلهية، وهي الأسرة التي قال عنها تعالى: