responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 287

والصغار، وشعوره بتعرُّضه لغضب الله عز وجل أشد وقعًا عليه من عذاب النار نفسه. كما أن شعور أهل الجنان بشمولهم برضوان الله أعظم من شعورهم بوجودهم في الجنان نفسه؛ ذلك لأن غضب الله قد يكون أقسى من ناره على الكافرين، وكذلك رضوان الله تعالى أعظم لذَّةً من الجنة بالنسبة إلى المؤمنين.

ويبدو من خلال ذكر المضاعفة في العذاب، أن هناك نوعين من العذاب:

الأول: هو الفعل الإجرامي نفسه الذي يقوم به الإنسان، حيث يتحوَّل يوم القيامة إلى عذاب، وهذا ما يُسمَّى بتجسيد الأعمال.

فكما أن الصلاة تأتي صاحبها في القبر وفي يوم القيامة على شكل شخص جميل نوراني، كذلك جريمة القتل أو الزنا أو غير ذلك من الفواحش الظاهرة والباطنة، تأتي صاحبها في القبر وفي يوم القيامة بما يُماثلها من القبح. وهذا عذاب بحد ذاته. كذلك الذي يأكل مال اليتامى ظلمًا يتحوَّل ما أكل نارًا في بطنه.

الثاني: إن القتل هو عقاب لفاعله أصلًا، بالإضافة إلى العقاب والعذاب الذي سيحل به في القبر والقيامة. وهذا من قبيل تجسيد الأعمال.

ونتساءل: لماذا جاءت الأفعال هنا بصيغة المضارع (يدعو، يقتل، يزني)؟.

و الجواب: إن هذه الصيغة تدل على استمرار الفاعل في القيام بالفعل، مما يدل على إصرار القائمين بها على ممارستها على الدوام. وهذا الإصرار ناتج عن التحدي لأوامر الله باستمرار ودونما مراجعة للذات؛ وقد يكون ناتجًا عن اليأس من رحمة الله‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست