responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 267

فتجعله يتطرَّف يمينًا أو يسارًا؟.

الناس لا يلتزمون بما تُملي عليهم عقولهم، ولا نُصح الناصحين.

هل هو في ضعف يحل بعزيمتهم؟. أو لأن هواهم غالب على عقولهم؟.

نعم؛ إنهم حين يتصرَّفون بالخطأ لا يُفكِّرون، أو أنهم يتصرَّفون ثم يُفكِّرون، فتراهم مثلًا يتَّخذون مواقف ثم يبحثون لها عن تبريرات.

بينما عباد الرحمن ما يتجاوزون بها كل هذه المطبات، بما يملكون من ميزة هامة تتمثَّل في اعتماد الشرع المُقدَّس ضابطًا لأفعالهم ومواقفهم. وعباد الرحمن إذ ذاك ليسوا أساطير مثالية، وإنما هم بشر حقيقيون لابد أن يتعرَّف إليهم الإنسان ليقتدي بهم.

كيف يصل عباد الرحمن إلى هذه الصفة؟.

لعل أهم ميزاتهم أنهم يقضون لياليهم بالتهجُّد لربهم، حيث يتلذذون بالسجود والقيام بين يدي الرحمن، راجين أن يبعثهم مقامًا محمودًا.

وأن يبيت المرء متهجِّدًا، فذاك ما يعني أنه يُجاهد ويُغالب نومه. والهجود هو النوم، ولكن لما دخل عليه التشديد دلَّ على معنىً معاكس، فصار التهجُّد بمعنى مغالبة النوم، إقبالًا على ما هو أعظم من النوم وهو لقاء الرَّبِّ عبر مناجاته. لقد دخل الإيمان شغاف قلوبهم وتجانس مع إراداتهم.

ولكن هل هذا يعني أن عباد الرحمن لا ينامون لياليهم أبدًا؟.

يبدو أن الأمر ليس كذلك، فهم ينامون بعض ليلهم، إلَّا أن نومهم‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست