إن أسماء الله الحسنى تتجلَّى في قلوبنا، حيث تنعكس أسماؤه القدسية
على القلب بالخوف والرجاء، باعتباره تبارك وتعالى مصدر كل خير، فإن سلب منه شيئًا
فمن ذا الذي يرده إليه، كما أنه ببركته يفتح أمام المرء آفاق الفلاح، ولن يسمح
لليأس أن يستبد به؛ حتى في أحلك الظروف. ومن آفاق تجلِّي أسماء الرَّبِّ في القلب
لطيف حكمته في نظم الوقت وفي تقلُّب الليل والنهار.
والذي مرَّ من تفسير الآية الكريمة السالفة، حيث ينعكس النظام الكوني
المجعول من قبل الله تعالى عبر تجلِّيات اسمه العظيم- تبارك- على سلوك ابن آدم
بالنظام والدقة وعرفان ما لعامل الزمن من دور وتأثير؛ لأن الإنسان في نهاية المطاف
محدود مؤطَّر بإطار الزمن، فلابد له من تقييم الزمن بما يُقرِّبه إلى ربِّه
الكريم.
هو تقدَّست أسماؤه؛ دون غيره، وبإرادته وهيمنته المطلقة جعل الزمن
منقسمًا إلى ليل ونهار. وقد تقدَّم ذكر الليل على النهار لما يُوحي به الليل من
العدم والسكون، والعدم والسكون يسبقان الوجود والحركة، كذلك الليل يسبق النهار،
والظلام يسبق النور، وكل منها يخلف الثاني، وهما في حركة متواصلة حتى يأذن الله
تعالى بكبحهما.
ولكن لماذا هذا الجعل الإلهي في التفاوت الزمني والتقسيم الوقتي؟.
يُبيِّن الله تعالى سببين لهذا الجعل القدسي: التذكر والشكر.