responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 209

2- بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا.

أن المُخاطَب بأمثال الإيمان هم الناس، فلم يكن غريبًا عنهم، ولم يكن فهمه من جانبهم أمرًا صعبًا، لأن الله تبارك وتعالى أرحم الراحمين، ومن تجلياته ومن رحمته أنه يُحبُّ الإنسان، ولو لم يكن يحبه لما بعث إليه الأنبياء، ولما أنزل الكتب، ولما مَنَّ عليه بالنعم المتوالية؛ فالحب والرحمة هما جوهر ما أُنزل على الإنسان وما أُرسل إليه، ومن رحمته أنه يُذكِّره بخالقه، بعد أن جعل الإيمان به مُرتَكِزًا في فطرته، فهو بحاجة إلى إثارة وتذكير ليعرف ما يليق به من موقف تجاه خالقه، عطاءً له وإكرامًا .. ولكن ماذا بعد الذكرى؟.

فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً.

أكثر الناس أغلقوا منافذ أفئدتهم وسمعهم وأبصارهم، وعطَّلوا عقولهم، واسترسلوا مع وساوس الشيطان وضغوط النفس الأمَّارة بالسوء، حتى أصبحوا صرعى في حضيض الكفران بهذه النعمة (نعمة التذكرة).

ومفردة كُفُوراً إشارة إلى شدة الكفر واستمراره. ونستفيد من هذه الكلمة أيضًا أن الواجب كان يقتضي شكر نعمة الرسالة، فلم تشكر، وإنما كانت ردة الفعل مزيدًا من الكفران.

والتعبير هنا يدل على وجود نية مُبيَّتة للكفر، وهوى مطاع باتِّجاهه، واختيار سيئ وجحود.

وإباء أكثر الناس أن يَذَّكَّروا بما صرَّفه الله تعالى لهم من الأمثال والآيات، يدعونا إلى عدم الانسياق وراء التيار الاجتماعي، وأنه من أراد الإصرار على ذلك، فلابد أن يستعد لمواجهة التيار العام‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست