responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 207

الحضاري إنما هو التنمية الزراعية، وهي رهينة الغيث. ولعل بقية الآية تشير إلى هذه الحقيقة.

6- وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً.

ومن فوائد الماء المنزل من السماء- غير إحياء الأراضي الميتة- سقي المخلوقات والأنعام لترعى، بل وليشرب منها أناس كثيرون، وهم بدورهم سينتفعون من لحوم وأصواف ولبن تلكم الأنعام، إضافة إلى انتفاعهم من قوَّتها لدى أسفارهم.

ويبدو من مفهوم الآية، أن تكاثر أعداد البشر منوط إلى حدٍّ كبير جدًّا بكثرة الأمطار ووفره المياه. ولعل تقديم كلمة مِمَّا خَلَقْنَا للدلالة على أن الخالق هو الرازق. فمن قدَّر الخلق قدَّر لما خلق الرزق، والرزق يكون مقدارًا حسب حاجة الخلق. وكانه جاء التعبير ب- (ما) وليس (من) لأن ما خلق الله من أصناف غير ذوي العقول أكثر عددًا وأوسع حاجة إلى الماء.

بصائر وأحكام:

الرياح المبشرات من لطيف صنع الله تعالى، والتي هي الغاية في الإتقان .. حيث يُصوِّرها لنا القرآن داعيًا إلى التأمل فيها ليزداد الإنسان يقينًا؛ فلا تكون نظراته إلى الكائنات وظواهرها نظرة سطحية؛ لأن هذا النوع من النظر لا يصل بالناظر إلى إغناء الفكر بالعبرة ولا إغناء الروح بالإيمان.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست