responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 175

هما الذان يتوفران من خلال التفكر والاعتبار .. ولكن أولئك الجاهليين الذين كانوا يمرون بمساكن الذين ظلموا لم يعتبروا مما اقتضى الاستنكار.

إنهم كانوا يرونها، ولكن رؤيتهم لم تكن مقرونة بالتفكُّر بأسباب هذا الدمار الهائل الذي أحدثه عذاب الله، ولذلك فرؤيتهم لم تعد رؤية.

والسبب في إحجامهم عن الرؤية المطلوبة، أنهم كانوا ذوي قلوب محجوبة؛ إذ إنها لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [1].

أي: أن جوهر الإنسان يصير جوهرًا بليدًا، حين ينعدم فيه التفكير والاعتبار، وينغلق قلبه. والعلة الكبيرة في بلوغهم هذه النقطة السحيقة من الحضيض يُبيِّنها القرآن الكريم بقوله:

4- بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً.

فهم لا يُؤمنون بالآخرة ولا يتوقعون بعثًا إلى عالم جديد، فهم عاشوا في حدود الحياة الدنيا وجحدوا بما وراءها فانغلقت قلوبهم.

لقد أحاط التفكير المادي بأفكارهم، فلم يعودوا يُفكِّرون بما وراء المادة من قوانين، حتى أضحوا يُنكرون عالم الغيب جملةً وتفصيلًا، بل وينسبون كل حديث عما وراء المادة إلى الأساطير والخُرافات، وكل ظنهم أنهم يعيشون ويموتون وما هم بمبعوثين، ولذلك فهم لا يُعيرون أدنى‌


[1] سورة الحج، آية 46.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست