فَقَالَ عليه السلام:
مَا حَاجَتُكُمْ؟
. قَالُوْا: جِئْنَاكَ فِيْ حَاجَةٍ، فَرَأَيْنَا أَعْجَبَ مِمَّا جِئْنَا.
قَالَ عليه السلام:
وَمَا رَأَيْتُمْ؟
. قَالُوْا: رَأَيَنَا عَجُوْزاً خَرَجَتْ مِنْ مَنْزِلِكَ، سَلِيْطَةً صَيّاحةً، فَصَاحَتْ فِيْ وُجُوْهِنَا.
فَقَال عليه السلام:
تِلْكَ امْرَأَتِيْ، وَإِنّيْ لَأُحِبّ طُولَ بَقَائِهَا.
فَقَالُوَا: يَا نَبِيّ الله؛ وَمَا تُحِبُّ مِنْ طُولِ بَقَائِهَا؟!.
إِنّهُ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلّا وَلَهُ مَنْ يُؤْذِيْهُ، فَأَنَا أَحْمَدُ اللهَ أَنْ جَعَلَ الّذِيْ يُؤْذِيْنِيْ تَحْتَ يَدِي، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَسَلَّطَ عَلَيّ شَرًّا مِنْهَا)[1].
تفصيل القول:
لماذا هجر القوم كتاب ربهم، أَوَلَيس الكتاب كان ذكرًا لهم يُنجيهم به الله من العذاب؟.
إن هجر الكتاب لم يكن خاصًّا بهذه الأمة، إنما هو نتيجة سِنَّة الامتحان التي جرت في الآخرين كما جرت في الأولين. كيف ذلك؟.
إن الله تعالى قرَّر بحكمته البالغة أن يكون لكل نبي عدوٌّ
[1] مشكاة الأنوار: ص 498.