responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 8  صفحه : 102

الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ‌ فهي تجري كيفما يريد، وأينما يريد.

وجاء في تفسير علي بن إبراهيم حديث مأثور عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال

(خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بَيْتِ المَقْدِسِ ومَعَه ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ عَنْ يَمِينِهِ عَلَيْهَا الإِنْسُ وَثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ عَنْ يَسَارِهِ عَلَيْهَا الجِنُّ وَأَمَرَ الطَّيْرَ فَأَظَلَّتْهُمْ وَأَمَرَ الرِّيحَ فَحَمَلَتْهُمْ حَتَّى وَرَدَتْ إِيوَانَ كَسْرَى في المَدَائِنِ ثُمَّ رَجَعَ فَبَاتَ فَاضْطَجَعَ ثُمَّ غَدَا فَانْتَهَى إِلَى مَدِيْنَةِ تَرْكَاوَانَ [بَرْكَاوَانَ‌] ثُمَّ أَمَرَ الرِّيحَ فَحَمَلَتْهُمْ حَتَّى كَادَتْ أَقْدَامُهُمْ يُصِيبُهَا المَاءُ وَسُلَيْمَانَ عَلَى عَمُودٍ مِنْهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَلْ رَأَيْتُمْ مُلْكاً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا وَسَمَعْتُمْ بِهِ فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا وَلَا سَمِعْنَا بِمِثْلِهِ فَنَادَى مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ ثَوَابُ تَسْبِيحَةٍ وَاحِدَةٍ أَعْظَمُ مِمَّا رَأَيْتُم)

[1]

[37] والى جانب الريح أخضعت له الشياطين وكانت مهمتهم البناء والأعمار وكانوا يستخرجون المعادن من البحار وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ‌ وليس بالضرورة أن يكون المقصود من الغوص المعنى المتعارف فقط، وهو النزول إلى قعر البحر للصيد واستخراج الطاقات الكامنة فيه، بل تنسحب الكلمة كما كلمة البناء على المعنى المتقدم أيضا.

[38] وكان سليمان يوزع المهام على الشياطين، فيعملون كيفما يريد، ومن يتمرد فإنه يجازى بالسجن. وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ويبدو من الآية أن الشياطين كانوا يصفدون جماعات جماعات فيقرن بعضهم بعضا، ويحتمل أنهم كانوا يعتقلون كل فرد مع قرنائه في المعصية والمخالفة. المهم أن سليمان بهذه السيطرة والهيمنة على الجن نسف الأفكار الجاهلية حول ألوهيتها.

[39] وفي نهاية الدرس يشير ربنا إلى ملك سليمان فيقول هَذَا عَطَاؤُنَا ويفوضه فيه بتصرف كيفما بدا له. فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ‌ أي أعط للناس مما تملك أو امنعهم، ولا أحد يحاسبك وهذا أعلى مراتب التفويض.

[40] ويختتم الدرس بحقيقة هامة، هي أن أهم مما يملكه الإنسان في الدنيا، قربه من الله وثوابه عنده. وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ‌.

وكلمة أخيرة: من أبعاد رسالة القرآن الكريم تصحيح رؤى البشر تجاه الرسل ورسالاتهم، ذلك أن الشيطان يثير الوساوس في مصدر الإصلاح، وينبوع الفضائل (الرسل ورسالاتهم) فإذا به يلصق التهم بالأنبياء لإسقاط شخصياتهم في أعين الناس، ويحرِّف قيم الدين وقد يجعلها بتأويلها سببا للضلالة.


[1] تفسير القمي: ج 2 ص 238، بحار الأنوار: ج 14 ص 72.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 8  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست