responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 7  صفحه : 149

المختلفة عن فطرتهم، وإثارة عقولهم الدفينة، وأمام هذه التذكرة ينقسم الناس إلى فريقين

الأول: المؤمنون الذين يستجيبون للتذكرة، لما يجدونه من توافق بينها وبين فطرتهم، وما تهدي إليه عقولهم، والآيات من حولهم.

الثاني: المعرضون، ولا ريب أن لتلك الاستجابة وهذا الإعراض أثرا على نفس الإنسان وتفكيره وسلوكه، فبينما يتجلى ذلك التصديق في صورة الشخصية الربانية، التي تسعى نحو الخير والعمل الصالح، يبرز هذا الإعراض في صورة الشخصية الشيطانية التي تسعى نحو الظلم والجريمة.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ولكن لماذا يصف القرآن المعرضين عن آيات الله بالظلم؟.

الجواب: لأن الذي يحفظ الإنسان عن الجريمة هو الدين، بما يتضمنه من قوة معنوية، وتشريعات صائبة تبعده عن الظلم بصوره المختلفة، فإذا أعرض عن الدين سقط فيه. ثم إن الإعراض عن الدين بذاته ظلم ذاتي وعظيم لا يقع على الذات فقط، وإنما يتجاوز إلى الآخرين أيضا، أرأيت من يشرب سما كيف يظلم نفسه بإهلاكها، ويظلم أقرباءه الذين يفجعهم بموته، ويلحق الأذى بمن يعولهم.

هكذا المعرضون عن آيات الله، سوف يعرضون أنفسهم لنقمات الله العزيز الجبار، لأنهم يقترفون- بإعراضهم عن آيات الله، وعدم تسليمهم لأحكام الدين وحدود الشريعة- يقترفون أعظم الجرائم، التي لابد أن ينتقم الله منهم بسببها إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ‌.

[23] وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ‌ إن أسمى هدف لرسالات الله هو رفع الشك عن قلب الإنسان، والأخذ بقلبه إلى مدارج اليقين بكل الحقائق التي يذكر بها الله في كتبه، اليقين بلقاء الله، واليقين بالموت، واليقين بالجزاء ... وذلك يعني تصفية العقل والنفس من آثار الأهواء.

ولن يؤدي المصلح هذا الهدف إلا إذا كان بنفسه بعيدا عن الشك ليكون قدوة للناس، ولذلك نهى السياق من المرية في لقاء الله، بعد أن أنبأنا عن الكتاب الذي آتاه موسى لأن كتاب الله يهدف التذكرة بالله، وتأكيد حقيقة اللقاء بالله، وهذا القرآن تذكرة بآيات الله فلا يحق لأحد أن يعرض عنها. فيعرض نفسه لانتقام الله الشديد.

واحتمل المفسرون معاني أخرى في ضمير مِنْ لِقَائِهِ‌: أيعود إلى موسى ويدل على‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 7  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست