وسلام القلب يعكس سلامة الأعضاء والعافية من جميع الأخطار الحالية
والمستقبلية وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً
يظهر من هذه الآية ومن النصوص أن أفضل وجبات الرزق ما كان أول النهار وآخره
[1].
ولعلّه في الجنة يتبدل الوقت إلى ما يشبه الليل والنهار بازدياد
النور ونقصه ونتساءل: أليست الجنة تفيض أبداً بالنعم، فلماذا إذا الرزق بكرة
وعشياً. والجواب: إن المؤمن يزداد رزقاً كل يوم ويسير نحو التكامل هناك أبداً.
فقد جاء في حديث نبوي شريف: [وتأتيهم طرف الهدايا من الله لمواقيت
الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا] [2].
[63] تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ
عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً فالجنة ميراث العباد الذين قاموا
باكتسابها في الدنيا عن طريق التقوى.
[64] وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ
لا تنزل الملائكة من السماء إلى الأرض إلا بأمر الله وحكمته، كما جاء في الحديث:
إن النبي صلى الله عليه واله قال لجبرئيل
فنزلت الآية وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ
رَبِّكَ[3]. وهذه الآية توحي بأن الوعد الذي وعد الله سبحانه
وتعالى عباده بالغيب إنما هو وعد أكيد أثبته القرآن، لا ينزل إلا بأمر الله
سبحانه.
لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ
إن الله تعالى هو الذي وعد وليس (الملائكة) التي وعدت، وإنما الملائكة رسل لله
تأتي بالوعد إلى البشر ومن ثم فإنَّ الله لا ينسى وعده.
وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً الله سبحانه
وتعالى وعدكم وهو يعلم وعده وسيفي لكم به، ولو كان ربنا سبحانه ينسى، إذا لاختلّ
نظام الكون، ولما استطاع أن يلبي نداء الكائنات، ولما استطاع أن يحفظ جزاء
المحسنين، أو يميز المحسن من المسيء حين لقائه.
الإيمان بالل- ه وبالبعث
[65] رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ إن طاعة
الله وعبادته والاستقامة عليها بحاجة إلى صبر عظيم وَاصْطَبِرْ
لِعِبَادَتِهِ لأن عبادة الله تعني التحرر من كل