[2]. ولعل الآية تشير إلى فكرة هامة هي إنه لا ينبغي
الصراخ في الصلاة لأن الصراخ ليس من آداب الدعاء ولا يجوز الإخفات إلى درجة بعيدة
صحيح أن الله بعيد عنك بعلوه وجلاله إلا إنه قريب منك بلطفه وعلمه، وكما جاء في
الدعاء
[3] ولذلك شرع في الصلوات الإخفات في الصلاة
النهارية، والجهر في الصلاة الليلية.
الله يتجلى في كتابه
[111] لم تحر البشرية في مسألة كحيرتها في
الرب، لأن عقل الإنسان محدود فبالرغم من أن الله علمه الأسماء كلها قَصُرَ عن
معرفة كنه وجود الله سبحانه، إذ أن علمه وعقله، وكل وجوده أقل من أن يحيط برب
السماوات والأرض، فكيف يحيط بكنهه وهو لم يحط بنفسه علما. بل الإحاطة بكنه الطبيعة
من حوله إلا أن الله سبحانه ما ترك الإنسان سادرا في حياته تلك، فقد عرفه نفسه
وتجلى له مرتين: مرة في آفاق العالم ومرة في نفسه عبر الذكر الحكيم. وآيات الذكر
تذكرنا بآيات الطبيعة.
فنحن إذن أحوج ما نكون إلى القرآن لكي نعرف ربنا، ونعرف أسماءه
الحسنى. وإن معرفة الله سبحانه أعظم فائدة يستفيدها الإنسان من خلال قراءته
للقرآن، لو قرأها من دون حجاب بينه وبينها، وهي بالتالي أعظم شهادة على صدق رسالات
الرب.