responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 47

إن مغفرة الله ضرورة حياتية للبشر لتزيل آثار الذنوب والسقطات التي يتعرض لها الإنسان أبدا .. فمن دونها تتراكم هذه الآثار حتى ترسي على قلبه، وتحجب عقله، كما أن رحمة الله ضرورة أخرى لاستمرار بقاء الإنسان نظيفا، ولكي لا يدعوه الضعف والعجز إلى ارتكاب المعاصي، وقد جاء في الدعاء

(اللَّهُمَّ أَغْنِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَبِطَاعَتِكَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاك ...)

[1]، فرحمة الله هي التي تعصم البشر من الذنوب، لا فرق بين الرسل وغيرهم.

[48] وهبط نوح بأمر الله يحمل معه هديتين إلى الأرض: السلام والبركة، ويعني السلام المحافظة على النعمة القائمة والموجودة فعلا، وبالتالي رفع الضرر الذي يهدد بزوال النعم، بينما تعني البركة زيادة النعم والتقدم في حقول الحياة (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) والسلام والبركة هما من الله بسبب رسالته. لذلك يسلبان عمن لا يعرف قيمة الرسالة فينحرف عنها، لذلك خصص القرآن أمما دون أخرى للسلام والأمن قائلا

(وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) وذلك بسبب أن هذا النوع الثاني من الأمم ينحرفون عن الرسالة، ويبدلون دين الله.

وربما توحي هذه الآية بأن سنة الحياة الأولية هي السلام والبركة لو لا انحراف البشر فيها.

خلاصة القصة

[49] تلك كانت قصة نوح وقومه، والعبرة التي نستفيدها منها اثنتان.

أولًا: إن هذه الرسالة امتداد لتلك الرسالة حيث لم يكن احد من قوم الرسول محمد عالما بقصة نوح، أو لا أقل بتلك التفاصيل الدقيقة التي تسجل حتى الحالات النفسية، والأسباب الاجتماعية، والعوامل الطبيعية التي ساهمت في صنع وقائع القصة، فجاء ذكرها جميعا شاهدا على صدق رسالة النيي محمد صلى الله عليه واله.

ثانياً: إن كل رسالة تتعرض لتحديات جاهلية، وعلى حاملها أو حملتها التسلح بالتقوى، والصبر انتظارا للعاقبة.


[1] مصباح الكفعمي: ص 170.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست