responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 459

عليها الشيطان وزبانيته وهي أسلوب الترغيب، ولخطورة هذه النقطة سفهها الله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان تغريه رنة الدينار حتى يعمى بصره فيصبح لا يرى الحق الأبلج.

الغرور هو التغرير، قال: الراغب في مفرداته: (الغرور هو كل ما يغر الإنسان من جاه وشهوة وشيطان، وقد فسر بالشيطان إذ هو أخبث الغاوين) [1].

عبادة الله عصمة وهداية

[65] (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) إن عبادة الله سبحانه وتعالى، والاتصال به عصمة للإنسان لئلا يقع في حبائل الشيطان إن عبادة الله هدى في البصيرة، وقوة في الإرادة، وغوث في الكربة والذين يكفرون بالله ولا يتمسكون بحبله فإن الشيطان يضلهم بغروره ويرهبهم بجيشه، ويشاركهم في الأموال والأولاد.

وهكذا لا يمكن لأحد أن يتخلص من براثن الشيطان، من دون الاعتصام بحبل الله المتين. وكما أن أمضى أسلحة إبليس الاستفزاز بالصوت، فان أعظم حصن للمؤمن هو الذي يقيه تضليل الناس.

وذلك ببصائر الوحي وضياء العقل، وهكذا تكون الصلاة والصيام وسائر العبادات وسيلة للتفكر السليم ومقاومة عوامل الانحراف الفكرية. ويفسر هذه الآية قوله سبحانه وتعالى في سورة النحل (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ).

(السلطان) هو القدرة

(وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) من الطبيعي جدا أن إرادة الشيطان لا تستطيع أن تقف أمام مشيئة الله، لأن وعد الله هو الحق وإن يعد الشيطان إلا غرورا، وقد وعد الله عباده بأنه وكيلهم في صرف الشيطان عنهم، وتقطيع مصائده وهدم مكائده.

إن مقاومة أسباب الانحراف في النفس تسير جنبا إلى جنب مع التيار العام للخلق والفطرة والذي تمثله سنن الله وقوانين الطبيعة. أما الانحراف فهو السير ضد هذا التيار، فلذلك فإن الانحراف يحمل في جوفه عوامل انهياره، حتى لو تذرع بالأساليب الملتوية من‌


[1] مفردات غريب القرآن: ص 359.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست