responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 450

سنة العذاب‌

[58] (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) قال بعضهم إنه: عندما يتحدث الله عن بلدة طيبة في القرآن يسميها بلدا أو مصرا، وعندما يتحدث عن بلدة سيئة يسميها قرية مهما بلغت من الضخامة.

وكانت الآية تشير إلى قضية مهمة جدا في حياة القرى التي تشذ عن أمر الله حيث يكتب عليها العذاب منذ بداية انحرافها، ولكن مع وقف التنفيذ، فربما يرسل العذاب في هذه اللحظة وربما لا يعذبهم إلا بعد سنين من المعاناة، ونلمس من هذه الآية: إن الله أعطى الإنسان مهلة، وعليه أن يتحمل تنفيذ الحكم الرباني عليه إن حاد عن طريقه كما أن الآية تشير إلى طبيعة البشر النازعة إلى الانحراف حيث تجلب إليها عذاب الرب.

[59] (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ) ليست مشكلة البشر قلة الآيات بل المشكلة هي أن الناس لا يستوعبون الآية ولا يعرفون قيمتها وبالتالي يكذبون وأبرز مثال على ذلك قوم ثمود.

(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا) هذه الناقة كانت آية جلية واضحة إذ خرجت إليهم من الجبل الأصم تستقيهم اللبن، ولكن مع الأسف هذه الناقة سببت لهم مصيبة كبرى إذ ظلموا أنفسهم بسببها.

السياق القرآني يحذرنا من طرف خفي من أن نطالب أبدا بالآيات دون أن نكون مستعدين لها، إذ لو نزلت الآيات ثم كفرنا بها فقد استوجبنا عذاب ربنا الشديد فنكون قد ظلمنا أنفسنا بتلك الآية، كما فعلت ثمود.

وقد جاء في تفسير هذه الآية الكريمة: حديث مأثور عن الإمام الباقر عليه السلام إن محمدا سأله قومه أن يأتيهم بآية، فنزل جبرئيل وقال: إن الله يقول: ( (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ)

وَكُنَّا إِذَا أَرْسَلْنَا إِلَى قَرْيَةٍ آيَةً فَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهَا أَهْلَكْنَاهُمْ فَلِذَلِكَ أَخَّرْنَا عَنْ قَوْمِكَ الآيَاتِ) [1].

(وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) أي أن هناك نوعين من الآيات فآية مبصرة مثل ناقة صالح كفروا بها فأتاهم العذاب وآية تخوفهم وتنذرهم بعذاب الآخرة مثل البأساء والضراء.


[1] تفسير القمي: ج 2 ص 21.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست