responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 440

ويبقى‌ السؤال: كيف يمكن للإنسان أن ينظر إلى رسالة الله نظرة مجردة عن المواقف المسبقة؟

الإجابة على ذلك: إن قوة العقل محدودة عند الإنسان، فإذا تراكمت الشهوات على قلبه، وتكاثفت غيوم الجهل والضلالة والخرافات عليه، فإنه بحاجة إلى عملية صعبة ومجهدة حتى يتجاوز هذا الركام من الترسبات، كما يحتاج إلى هزة عنيفة ليهدم البناء الفكري الفاسد، ثم يقيم محله بناءً قويما وليس ذلك بالأمر اليسير.

ونتساءل‌: كيف تتصلب الإرادة، وينمو العقل. وما هي الهزة العنيفة التي تهدم بناء الأفكار الفاسدة، والمتراكمة فوق بعضها في قلب البشر؟.

الجواب‌: بالإيمان بالحياة الآخرة، حيث أنها قوة التعادل، وثقل السكينة عند الإنسان، فمن آمن بالآخرة سَلا عن الشهوات، وتعالى فوق الضغوط، وتجاوز العقد النفسية، وكل ذلك يحفظ قلبه عن الأفكار التي تمليها الشهوات والضغوط والعقد.

أما الذي لا يؤمن بها، فإن الله تعالى يجعل بينه وبين القرآن حجابا لا يراه، ولا يمكنه إذا اختراقه، كيف؟.

فإذا قلبه مستوراً أن يفقه، وإذا أذنه ثقيلة بالوقر وإذا به يهرب عن حقيقة التوحيد، ويبحث عن الآلهة الكاذبة، وإذا به لا يستمع- وهم يناجون بعضهم- إن هذا الرسول مسحور، وليس بعاقل، وبسبب هذه الأمثال يضلون الطريق ولا يهتدون إلى سبيل الحق.

وجذر مشكلتهم كفرهم بالآخرة إذ يقولون: هل نحن نعود إلى الحياة بعد أن نكون عظاما ورفاتا، دعهم يكونون حجارة أو حديدا، أو أي شي‌ء كبير في نظرهم، فإن الذي خلقهم أول مرة يعيدهم. أما متى؟ فإن علمه عند الله فعسى أن يكون قريبا، يوم يدعوهم الله، فإذا بهم يستجيبون لداعي الله وهم يحمدون ربهم، ويزعمون أنهم ما لبثوا في القبر إلا قليلا.

بينات من الآيات

[45] (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً) من الطبيعي أن الذين يتذكرون الموت ويؤمنون بالآخرة وما تشتمل عليه من ثواب وعقاب، فإنهم يشعرون بالمسؤولية دائما، وينظرون إلى القرآن نظرة واقعية بعيدا عن الرؤى والخيال، بل نابعة عن موضوعية كاملة وتدبر، ولذا فإن أفئدتهم بصيرة وبصيرتهم نافذة. أما الذين‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست