responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 436

لقد قسم الأطباء قديما الناس حسب أمزجتهم، فهذا مزاجه صفراوي، وذاك بلغمي والآخر سوداوي وهكذا فزعموا أن إرادة الناس تتبع أمزجتهم. أما أحد الفلاسفة الجدد فإنه يقول: بأن إرادة الإنسان نابعة من الغدة الدرقية، فإذا صار أحدهم طبيبا والآخر عاملا بسيطا فإن ذلك يعود إلى مقدار ونوع إفرازات الغدة الدرقية في دم الإنسان، حيث تؤثر هذه الغدة في قراراته.

ويقول الفيلسوف البريطاني المعروف (براندراسل): إنك إنما تتطبع بما تأكل، لأن العناصر الكيمائية الموجودة في أنواع الأغذية، تؤثر في مخ الإنسان وقراراته وهكذا سلبت هذه النظريات الشركية قدرة القرار من البشر وإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقرر لنفسه قرارا، فهو بمنزلة ريشة في مهب الريح، لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية، إذا فهو غير مسؤول عن شي‌ء.

أما الفكر اليوناني القديم فإنه يعتقد بتعدد الآلهة، فللحرب إله وللسلم إله، وللمطر إله وللنور إله وللظلمة إله وهكذا .. وكان اليونانيون ينحتون أصناما ويتخذونها رمزا لتلك القوى التي كانوا يتصورون بأن لها تأثيرا حتميا على أعمالهم ونفسياتهم وهكذا جردوا أنفسهم عن مسؤولية أعمالهم حين نسبوها إلى الآلهة وهكذا تربط آيات هذا الدرس بين المسؤولية والتوحيد فتبدأ بالنهي عن أكل مال اليتيم (إشارة إلى حرمة المال) وتأمر بالوفاء بالعهد (للتذكرة باحترام العهد) وتأمر باحترام المال، واحترام سمعة الناس وتحري الحقائق، ثم تنهى عن الشرك بالله وتأمر بتسبيح الله سبحانه، ولعل محرمات هذا الدرس تسد أبواب الظلم، وتضع قوانين اجتماعية تحافظ على حقوق الناس، ابتداءً من حفظ حقوق الأيتام (وهم حلقة ضعيفة في المجتمع) واحترام الكيل والوزن واحترام سمعة الناس، وضرورة الوفاء بالعهود وما أشبه.

بينات من الآيات

مسؤوليات اجتماعية

[34] (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) يحق لولي اليتيم أن يأخذ مال اليتيم فيستثمره لصالح اليتيم، ولكنه لا يجوز له التصرف في هذا المال إلا في هذا المجال، حتى يبلغ اشده حينما يصل إلى مرحلة البلوغ فتسلم إليه أمواله، ولأن اليتيم ضعيف فاحترام ماله يدل على ضرورة احترام أموال الأقوياء بالطبع.

(وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) والعهد ركيزة اجتماعية في الإسلام، ومحور للتعاون والتبادل الفكري والسياسي والتجاري، والإسلام يحث على أداء العهود لهذا السبب‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست