responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 429

(فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً (33)).

هدى من الآيات

تحدد الآيات الكريمة هذه عدة جوانب من المسؤولية الاجتماعية للإنسان، وكمثل تنفيذي لفكرة المسؤولية ذلك أن القرآن الحكيم لا يحدثنا عن قضية في جانبها النظري، إلا وتطرق إلى جانبها العملي أيضا، فلا يدع النظريات بلا برامج عملية، كما لا يترك المناهج العملية من دون جذور نظرية.

ولمسؤولية الإنسان في الحياة الدنيا علاقة بالمناهج التي جاءت بها الآيات، ولذلك قال بعض المفسرين بأن سورة (الكذائية) قد خصصت للبرامج العملية وقال بعضهم: بأنها تبحث القضايا النظرية. وكلاهما صادق في تفسيره لأن السورة تحدثنا عن الواقع كواقع، سواء كان نظريا أم عمليا.

فمثلا الآيات: (22) و (39) تبحث في التعاليم الاجتماعية والبرامج العملية، ولكنها تبدأ بقوله تعالى في الآية (22) (لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولًا) وتختم البحث الآية (39) بقوله (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً).

والسؤال: لماذا تبدأ هذه الآيات وتنتهي بموضوع واحد هو النهي عن الشرك بالله سبحانه وتعالى؟.

إن الشرك بالله يشكل جذر كل مشكلة، اجتماعية كانت أو نفسية، فالشرك وجهها النظري بينما وجهها العملي فهو الكذب والغدر والخيانة، وعدم الوفاء، وغير ذلك. وكذلك الإيمان بالله وتوحيده من جهة، والصلاة والصوم والحج وغيرها من مظاهر التعبد لله من جهة أخرى يعتبران وجهين لقضية واحدة.

وهناك أمر لا بأس بالإشارة إليه وهو أن الله سبحانه وتعالى في سورة النحل (الآية: 90) يقول (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) وفي الآيات التالية من سورة الإسراء يؤكد هذه المعاني. إذ أن العدل هو: أن تتحرك في الصراط المستقيم فلا تفرِط ولا تُفرِّط، وأن تفي بحقوق الآخرين، أما الإحسان فهو: أن تحسن إلى غيرك في المعاملة، والإحسان أسمى درجة من أداء الحقوق، والبغي هو: القتل، والفحشاء هو: الزنا، والمنكر هو: الكذب، وهكذا

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست