responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 424

[11] (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ) الخطأ الكبير الذي يرتكبه الإنسان دائما هو أنه يحسب الشر خيرا، والسؤال: أو ليس له عقل يميز بين الخير والشر؟ بلى له عقل ولكنه عادة ما يكون محجوبا بأهوائه ومصالحه التي يستعجل بها، فيقدم على الكبائر من الذنوب ظنا منه بأنها خير بمجرد أنها توفر له بعض اللذات الآنية، ولا يثور على السلطان الجائر خشية فقدان بعض المصالح العاجلة.

(وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا) وهذه الطبيعة هي التي تجعل الإنسان يتوهم بأن عصفورة في الحاضر خير من عشرة في المستقبل، فيتقرب إلى الدنيا لأنها عاجلة وإن كانت شرا، غافلا عن أن‌

(كَمْ مِنْ أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكَلَاتٍ)

[1] بينما يتنازل عن الآخرة ويحيد عن طريقها.

وقوله تعالى (وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولًا) تعليل لقوله‌ (وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ) ذلك لأن الخير بحاجة إلى صبر. والمسؤولية لا تنمو في قلب عجول، وإنما في قلب مطمئن صبور، ولعل الآية الكريمة تذكر أيضا بأن تأخر الجزاء عن وقت العمل قد يغري الإنسان الغافل بارتكاب الجرائم لأن الإنسان كان عجولا.

والعجلة من ذات الإنسان، حيث أنها نابعة من الجهل بالمستقبل، والاحتجاب عن غيب الزمن، بينما الصبر وليد العقل، والعلم بالنتائج المستقبلية، ومعلوم أن ذات الإنسان جهل، والعلم من الله، وهكذا تكون الآية منتظمة إلى سياق الآيات التي تذكرنا بالمسؤولية.

المسؤولية وعامل الزمن‌

[12] (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ) فالليل وما فيه من سكون وهدوء آية من آيات الله، وكذلك النهار وما فيه من تحرك ونشاط آية أيضا.

(فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً) أي جعلنا الليل سكنا وهدوءا- وكأن الليل آية ممحاة- ذلك لان الليل لمن ينامه قصير، أما النهار فآيته مبصرة لأنه عامر بالنشاط والتحرك من أجل الحصول على الرزق.

(لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) تعاقب الليل والنهار مبدأ للحساب الزمني- هذا هو ظاهر الآية- أما المغزى منها فهو: أن حركة الزمان تدعو الإنسان إلى تحمل مسؤوليته في الدنيا، وإدراك حقيقة نفسه، فالإنسان الذي يجمد فكره فلا يتحرك فإنه لا ينتج شيئا سوى العبث وضياع الوقت، وقال الإمام الحسين عليه السلام

(يَا بْنَ آدَمَ‌


[1] نهج البلاغة: حكمة: 171.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست