responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 419

من ذلك الطوفان العظيم أن يشكروا ربهم، وهو بعدئذ من عليهم بكتاب فيه هدى يحمله إليهم نبي عظيم وهو موسى عليه السلام الذي قادهم بإذن الله من نصر إلى نصر.

فلو أنهم شكروا نعمة الرسالة، ونفذوا تعاليمها، فقد أحسنوا لأنفسهم، وكان هذا في الكتاب مسطورا كما بينته الآية التالية.

الظالم سيف الله‌

[4] (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ) لقد أنبأ كتاب التوراة بني إسرائيل بقضاء الله الذي سوف يتحقق‌ (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) علو بني إسرائيل يشبه علو فرعون الذي يقول عنه ربنا (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً) [القصص: 4].

والعلو هو حالة الغرور بالذات، والاستكبار على الحق، والاستعلاء على الآخرين ..

[5] (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا) يعني حان وقت الفساد الأول‌ (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) البأس: الشدة والغلظة وهي كلمة تستخدم عادة عند الحديث عن الحرب.

ولكن من هم هؤلاء العباد؟ هل يصدق هذا على بخت نصر، هكذا قال البعض فلقد كان ملكا على بابل في العراق، فقاد جيشه نحو فلسطين، فأنهى حضارة اليهود، وهدم الهيكل، وقتل سبعين ألفا منهم، وسبى الآلاف، ثم تأججت الحروب بين بابل وبلاد فارس، والتي كان يرأسها كورش الأول، فانتصر الأخير وحرر المستعبدين من بني إسرائيل، وأعادهم إلى فلسطين، وسمح لهم ببناء الهيكل، وحينما رأى اليهود ذلك علو في الأرض ثانية وأفسدوا فيها.

ولو كان هذا المقصود فهل يمكن أن يسمي القرآن السفاكين كبخت نصر (عِبَاداً لَنَا)؟.

بلى، إذ الصالح والفاسد كلاهما عبدان لله، وقد يكون الظالم وسيلة انتقام الرب من العصاة كما قال ربنا (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأنعام: 129].

(فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ) وجاس من التجسس أي دخل بخت نصر وجماعته أعماق البلاد، وتجسسوا عن أحوالها.

(وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولًا) فحينما ينزل البلاء قد لا يدفعه الدعاء، ولا الأمر بالمعروف أو

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست