responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 417

أنهم عندما أحسنوا تقدموا، وعندما أساءوا تخلفوا، وشروط السعادة اتباع هدى الله الذي يحمله رسوله في صورة كتاب إلهي، ورسالة الكتاب تتلخص في التوكل على الله وحده، ونبذ الشركاء والأنداد.

وبنو إسرائيل الذين ذرأهم الله من صلب الناجين عن واقعة الطوفان، وحملهم في سفينة نوح عليه السلام ذلك العبد الشاكر لربه، هؤلاء من الله عليهم- مرة أخرى- بكتاب ورسول هو موسى عليه السلام.

وقضى الرب إلى بني إسرائيل في الكتاب: إنهم يفسدون- بالتأكيد- في الأرض مرتين، ويطغون فبعد أولى المرتين يبعث الله عليهم عبادا له، ولكنهم يعودون- بفضل الله- أقوياء، ويغلبون أعداءهم، حيث يجعلهم الله أكثر أموالا وأولادا. وبسبب قوتهم أو ضعفهم، إحسانهم أو إساءتهم، وهكذا يعود أولئك العباد إلى سابق قوتهم، ويدخلون المسجد وهذه سنة الله قائمة على أساس الجزاء، ليس في الدنيا فقط وإنما في الآخرة أيضا حيث أن ربنا يجعل جهنم للكافرين حصيرا.

بينات من الآيات

ماذا جرى على بني إسرائيل؟ يقول تعالى

[2] (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا) قد جمعت رسالة الله لبني إسرائيل والتي حملها موسى في كتاب التوراة في كلمة (توحيد الله) وأثر التوحيد في استراتيجية العمل‌ (أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا) هو الاعتماد على الله، والاستفادة من مواهبه العظيمة التي أسبغها على الإنسان، وعدم الاعتماد على الناس وما لديهم من أفكار وأشياء، وبالتالي الاستقلال السياسي، والاقتصادي، والثقافي الذي هو من أعظم ثمرات توحيد الله.

ويبدو أن هذا هو أهم ما توحي به كلمة (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) [الإسراء: 7]. إذ التوكل على الله وليس على الناس رمز التقدم، وعكسه عنوان التخلف.

[3] (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) هناك فرق بين من يدخل مكتبته فيجد الكتب متراكمة فيها، وبين من يستوعب الكتب ويحفظها، فيعرف السقيم منها والسليم، فليس كل من امتلك مكتبة كان عالما، كما أن هناك فرق بين من يستوعب علما،

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست