بُعدا للقوم الظالمين
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ [1] التَّنُّورُ [2] قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا [3] إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي [4] إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي [5] مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي [6] وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ [7] وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)).
هدى من الآيات
بقي نوح ينتظر أمر الله، مستعدا لتنفيذ واجباته حتى إذا جاء أمر الله، وتفجر التنور
[1] وفار: الفور الغليان، وأصله الارتفاع.
[2] التنور: تنور الخبز المعروف.
[3] مرساها: الإرساء إمساك السفينة بما تقف عليه.
[4] سآوي: من آوى يأوي إذا اتخذ مأوى ومحلًا، أي سأرجع إلى مأوى.
[5] يعصمني: يمنعني.
[6] أقلعي: الإقلاع إذهابُ الشيء من أصله حتى لا يرى له أثر، يقال أقلعت السماء إذا ذهب مطرها حتى لا يبقى شيء منه، وأقلع عن الأمر إذا تركه رأساً.
[7] الجودي: اسم جبل.