responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 407

ثُمَّ قَالَ لِي: مَاذَا رَأَيْتَ فِي مَسِيرِكَ؟. فَقُلْتُ: نَادَانِي مُنَادٍ عَنْ يَمِينِي، فَقَالَ لِي: أَوَأَجَبْتَهُ؟. فَقُلْتُ: لَا، وَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ذَلِكَ دَاعِي الْيَهُودِ لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ، ثُمَّ قَالَ: مَاذَا رَأَيْتَ؟. فَقُلْتُ: نَادَانِي مُن‌

ادٍ عَنْ يَسَارِي، فَقَالَ لِي: أَوَأَجَبْتَهُ؟ فَقُلْتُ: لَا، وَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: ذَاكَ دَاعِي النَّصَارَى لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ، ثُمَّ قَالَ: مَاذَا اسْتَقْبَلَكَ؟ فَقُلْتُ: لَقِيتُ امْرَأَةً كَاشِفَةً عَنْ ذِرَاعَيْهَا عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةِ الدُّنْيَا، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ! انْظُرْنِي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، فَقَالَ لِي: أَفكَلَّمْتَهَا؟ فَقُلْتُ: لَا كَلَّمْتُهَا وَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تِلْكَ الدُّنْيَا وَلَوْ كَلَّمْتَهَا لَاخْتَارَتْ أُمَّتُكَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتاً أَفْزَعَنِي فَقَالَ لِي جَبْرَئِيلُ: أَتَسْمَعُ يَا مُحَمَّدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: هَذِهِ صَخْرَةٌ قَذَفْتُهَا عَنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ عَاماً فَهَذَا حِينَ اسْتَقَرَّتْ. قَالُوا فَمَا ضَحِكَ رَسُولُ الله‌

صلى الله عليه واله حَتَّى قُبِض) [1].

قصة المعراج‌

في حديث الإسراء والمعراج كثير من المواعظ والحكم، وفي نفس الوقت هو حديث ممتع، يحمل الإنسان بعيدا عن آفاق الزمان والمكان، ويدعه يسيح في آفاق بعيدة وأشارت إلى ذلك الآية القرآنية تقول (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا).

في وقت كان الناس يعتقدون بأن الأرض هي محور الكون، وإن السماء سقفها، وأن النجوم مسامير وضعت في هذا السقف لكي لا تقع السماء على الأرض، ولتكون زينة، وكان يتصور فريق منهم أن السماوات عقول مجردة لا تحتمل الفساد.

في ذلك الوقت تمت حادثة المعراج، ونقلتها الأحاديث، ولابد أن نعرف أن قصة السماوات تختلف عن موضوع الكبد مثلا في جسم الإنسان، إذ الكبد شي‌ء خفي لا يهتم كل إنسان به، أما السماء فكل إنسان يزعم أنه يعرف عنها الشي‌ء الكثير، وذلك لعلاقته الوثيقة بها، فهو يرى الشمس والقمر والنجوم يوميا، كما أنه يشاهد تغييرات الأنواء باستمرار، وهكذا فإنه لابد أن يكون تصورا معينا عن السماء في نفسه يكون خاطئاً في الأغلب، وكثيرا ما تحولت الأساطير المرتبطة بعلم الهيئة القديم إلى أفكار مقدسة، فمثلا: دافعت الكنيسة عن هيئة بطليموس، وأحرقت أو قتلت من تحداها، كما جرى لجاليليو، حين قال: بأن الأرض التي تدور حول الشمس وليس العكس.

وبالرغم من ذلك فقد جاءت إشارات صريحة في بعض الأحاديث عن طبيعة السماء يقول الإمام الباقر عليه السلام في كلام له لأحد أصحابه

(.. لَقَدْ خَلَقَ اللهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَلْفَ أَلْفِ‌


[1] تفسير القمي: ج 2 ص 3 معراج رسول الله صلى الله عليه واله، بحار الأنوار: ج 18 ص 319.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست