responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 375

هدى من الآيات

في الدروس السابقة حذرنا الرب الكريم من الكفر بعد الإيمان، والزلل بعد الثبات وذلك بمناسبة الحديث عن النكث والحنث. وها هو الدرس يفصل القول في الكفر بعد الإيمان بصفة عامة، فيحذر من غضب الله الذي يحل بمن يرتد عن دينه- قولا أو عملا- إلا الذي أكره على الكفر بطريق لسانه، بينما لا يزال قلبه مطمئنا، وإنما المرتد من استقبل الكفر بصدر رحب وذلك له عذاب عظيم، لأنه فضل الحياة الدنيا على الآخرة، فسلب الله منهم نور الهدى، ويطبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وهم غافلون عن أوضح الحقائق من حولهم، وبالتأكيد سوف يخسرون أنفسهم في الآخرة.

بينما الثابتون على الهدى برغم ما يتعرضون له من مكروه، ويهاجرون إلى الديار الآمنة من بعد الإبتلاء، فإن الله بالنسبة إليهم غفور رحيم، يشملهم برحمته في يوم تأتي كل نفس تدافع عن ذاتها، فلا تعطى إلا جزاء عملها الأوفى، دون أن نظلم من عملها شيئا.

وأما من يكفر بعد إيمانه فإن الله يضرب له مثلا من واقع قرية كانت آمنة مطمئنة يأتها رزقها واسعا طيبا، من كل مكان، ولكنها كفرت بأنعم الله فشملهم الجوع والخوف بسبب أفعالهم، وكلما حاول رسولهم أن يهديهم لم يسمعوا له، بل كذبوه وكانوا ظالمين لأنفسهم في ذلك.

بينات من الآيات

الإيمان مسؤولية

[106] ما هو الإيمان؟ هل إنه مجرد العمل؟ أم مجرد كلام؟.

كلا .. إنهما مظهران للإيمان، ولكن الإيمان شي‌ء آخر. أنه موقف الشخص من الحياة الدنيا، ومدى إطمئنانه بها، واستحبابه لها بالقياس إلى الآخرة. فالذي يريد الدنيا بقلبه ويفضلها على الآخرة فإن الله لا يهديه سبيلا.

وإذا كان الإيمان موقفا قلبيا فما هو دور القول؟! أوليس مواقف البشر تتحدد بأقوالهم؟!.

بلى .. ولكن قد يتلفظ الإنسان بلسانه ما ليس في قلبه، كما المنافق الذي يدعي بلسانه أنه مؤمن والواقع أنه كاذب، وكذلك الذي أكره على الكفر بلسانه، بينما بقى قلبه مطمئنا بالإيمان‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست