وظل نوح عليه السلام يسعى جاهدا حتى أتعب قومه، و
(قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا) وطالبه قومه بإنهاء مرحلة
الكلام والبدء بتنفيذ ما يوعدهم به، غافلين عن أن نوح ليس إلا رسولا ومبلغا عن
ربه، وحين يشاء الله عذابهم لا يقدرون على الفرار من حكومته وسلطانه، ومهمة
التبليغ التي يقوم بها نوح تختلف عن الهداية. فالله هو الهادي المضل، وإذا شاء
إبقاء قوم على الضلالة بسبب كفرهم بنعمة الرسالة، فإن الرسول لا يقدر على هدايتهم،
وهكذا فإن رسالات الله ليست من صنع الأنبياء وإنما هي من وحي الله، وإذا كان
الرسول هو الذي افترى