responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 360

جميعا رعاع لا علم لهم حتى ينتقدوا علماء السوء ووسائل الإعلام المضللة، إذن ينبغي أن يتحمل القادة العذاب عنهم، ولكن الشركاء وهم طغاة السياسة والاجتماع والاقتصاد تبرؤوا بدورهم‌ (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمْ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ) أي ألقوا هذا الكلام.

[87] وخضع الجميع، الشركاء والمشركون بهم، لله رب العالمين‌ (وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ) فرفعوا أيديهم خاضعين لله، (وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) فقد زالت عنهم نخوة الجاهلية، وتلك الأفكار الباطلة التي زينوا بها شركهم، زالت عنهم الأسماء البراقة، والعناوين، والشعارات، وما برروا به تسلطهم الباطل، وما افتروا على الله كذبا.

عذاب المضل أشد

[88] ولكن لا يعني هذا أن الشركاء متساوون في العذاب مع المشركين، كلا .. القادة الذين ضللوا الناس أشد عذابا، لأنهم أفسدوا عقول الناس، ومنعوهم من ممارسة حريتهم والسير في طريق الله.

(الَّذِينَ كَفَرُوا) بأنفسهم .. كفروا بالله، ولم يشكروا نعمة الجاه والمال والعلم، (وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) فاتخذوا هذه النعم وسيلة للتسلط على الناس، ومنع الناس من ممارسة عبودية الله وتطبيق مناهجه، (زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ) أي فوق جزائهم الطبيعي من العذاب، (بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ) لأنهم صدوا الناس عن سبيل الله، وأفسدوا فطرة الناس بتضليلهم وافتراء الكذب عليهم، كما صدوا عن سبيل الله عمليا بالإرهاب، فأفسدوا على الناس حياتهم بسلب الحرية والاستقلال عنهم، والآية هذه تدل على أن التضليل نوع من الإفساد.

[89] ويبعث الله الرسول شهيدا على الناس في عصره والعصور من بعده، بعد أن زوده بكل ما ينفعهم، كتابا .. فيه تفصيل مناهج الحياة، ويهتدي به من اسلم وجهه إلى الله، كما يوفر له افضل حياة، ويبشر بحياة أفضل في الآخرة (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء) وامتازت رسالة الإسلام على ما سبقها فإنها (تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ)، فشريعة موسى عليه السلام المنزلة في الألواح‌ (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ) [الأعراف: 145]، ف- (مِنْ) تبعيضية، وأما شريعة عيسى عليه السلام‌ (لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) [النحل: 39] من شريعة موسى عليه السلام، ويبدو أن هذه الميزة هي البشرى للمسلمين‌ (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست