responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 331

سبيل المعرفة

[43] إنهم يجادلون في رسالة محمد صلى الله عليه واله لأنه رجل مثلهم، وهل بعث الله إلا رجالا أهم ما يميزهم عن غيرهم الوحي؟!.

(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ) وعلى الإنسان أن يبحث عن الحقيقة بنفسه، فإذا لم يجدها يبحث عمن وجدها من الذين صاغت المعرفة شخصياتهم، فتميزوا عن غيرهم بمعرفة البينات والزبر.

(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فإن كنتم تعلمون فلا يحق لكم تقليد الآخرين، كما لا يجوز إتباع من لا يعرف شيئا عن البينات والزبر، أو يعرف ولكن لم ينتفع بها عمليا فلم يتذكر هو شخصيا بالوحي، ولم يتعظ بمواعظه الرشيدة، وهذه الآية والتي بعدها تحدد شروط التقليد، أو بتعبير آخر تحدد شروط اتباع الجاهل للعالم، وهما يشيران إلى حقائق عقلية فطر البشر عليها.

البينات والزبر

[44] عالم الطبيعة وعالم التاريخ وعالم الطب ومن أشبه، لا يمكن تقليد أحدهم في شؤون الحياة مما يتصل بالدين، بل عالم الدين الذي تذكر بالأدلة وعرف المحتويات.

(بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ) البينات هي الشواهد الواضحة، أما الزبر فإنها الكتب التي تحتوي على العلوم الإلهية. ولأن البينات قد جاءت في آيات قرآنية أخرى مقارنة بكلمة الهدى، مثل قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]. فإن معناها- حسبما يبدو لي- هو التفاصيل الواضحة للتعاليم السماوية، بينما الهدى أو الزبر التي تحتوي عليه، هي البصائر والإشارات (المحكمات) .. التي فصلت بعضها فقط.

وبناء على هذا التفسير فإن كلمة بالبينات والزبر متعلقة بقوله تعالى (أَهْلَ الذِّكْرِ) وقال البعض إنها متعلقة بقوله سبحانه (وَمَا أَرْسَلْنَا)، وقال العلامة الطباطبائي: (أي أرسلناهم بالبينات والزبر، وهي الآيات الواضحة الدالة على رسالتهم والكتب المنزلة عليهم وذلك أن العناية في الآية السابقة، إنما هي ببيان كون الرسل بشرا على العادة فحسب، فكأنه لما ذكر اختلج في ذهن السامع أنهم بماذا أرسلوا؟ فأجيب عنه فقيل بالبينات والزبر، أما البينات‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست