responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 325

إذا أحدق به فكيف الفرار؟!.

[34] هكذا قامت الدنيا على أساس الانتفاع بالعقل والإرادة، والكفار لم يستفيدوا منهما.

(فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) أي حل بهم الفكر الذي استهزؤوا به، فقد انتقم منهم الفكر الحق الذي سخروا منه، كما أن أفعالهم السيئة، تحولت إلى مشاكل وصعوبات دمرت حياتهم.

[35] إذا فإن انتظار تحول الحق المبلغ به إلى واقع مشهود خطأ كبير ارتكبه الهالكون من قبلنا، وعلينا تجنبه، وخطأ آخر هو القدرية، والاعتقاد بأن الله لم يتركنا أحرارا في تصرفاتنا، إلا لأنه فوض إلينا شؤون الحياة نفعل كما نشاء، ولو كان يريد غير ذلك لأجبرنا على ترك عبادة الطغاة.

(وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ) فلا عبدنا المال المتمثل في الرأسمالية، ولا عبدنا القوة المتمثلة في الطاغوت، ولا عبدنا التراث المتمثل في الآباء (نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ) فقلنا هذا حلال وهذا حرام حسب أهوائنا، كما فعل الجاهليون، حينما حرموا البحيرة والسائبة، وكما يضع الجاهليون اليوم قوانين تكبل طاقات الناس. وبتعبير آخر لم نخضع لسيادة السلطة الفاسدة، ولم نطبق التشريعات البشرية.

(كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) عبدوا الطاغوت، وشرعوا لأنفسهم، وادعوا أن الله فوض إليهم ذلك الأمر، ولكن لماذا بعث الله الرسل؟.

(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) فلا الله فوض أمر الحياة إلى البشر، لأنه بعث الرسل، ولا أنه يريد أن يكره الناس على الهداية، فإذا لم يكرهم فهو راض عنهم، لأن مهمة الرسل تنتهي عند البلاغ، لتبدأ مسوؤلية الإنسان نفسه.

الكلمة البالغة

[36] وهكذا بعث الله الرسل بكلمة بالغة الوضوح: عبادة الله ورفض الطاغوت.

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) الطاغوت يفرض نفسه على الناس ولا يكفي السكوت عنه، بل إنه رجس يجب الاجتناب عنه، والتحصن منه، كما يجب التمرد عليه، إذا لم يفوض الله أمر العباد إليهم ليختاروا لأنفسهم حكومتهم وفق‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست