responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 307

الظاهرة.

وحين جاء الرسل بالإنذار استعجل الكفار ما انذروا به، و اتخذوا من التأخير دليلا على عدم وجود الجزاء، و جاءت الآية تنذرهم باقتراب ساعة الجزاء (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ).

والواقع أن شركهم بالله، وزعمهم إن هناك آلهة تمنعهم من دون الله، هو الذي جعلهم يطمئنون ولا يأخذون الإنذار بجدية كافية، و نفى ربنا ما أشركوا به.

(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) فهو منزه وهو أسمى من أن تساويه بشريك، وهو خالق كل شي‌ء.

روح رسالات اللَّه‌

[2] (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ) والله ينزل الملائكة ملكاً بعد ملك، مؤيدون بالروح، والروح- حسبما يظهر من النظر في مختلف الآيات التي تحدثنا عنه- هو: ذلك الملك العظيم الذي يؤيد الله به رسله، والذي يأتي إلى الأرض في ليلة القدر مع الملائكة، وهناك قول آخر يقول: (إن الروح كلمة الحياة التي يلقيها الله سبحانه إلى الأشياء فيحييها بمشيئته ولذلك سماه وحياً وعدَّ إلقاءه وإنزاله على نبيه إيحاء في قوله (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا) [الشورى: 52]. فإن الوحي هو الكلام الخفي والتفهيم بطريق الإشارة والإيماء، فيكون إلقاء كلمته تعالى- كلمة الحياة- إلى قلب النبي صلى الله عليه واله وحيا للروح إليه) [1].

وإذا كان الروح ملكا، فإن الباء هنا تدل على الإستعانة، أي مستعينا بالروح ومؤيدا، أما إذا كان الروح جوهر الرسالة المركب من نور العلم والهدى، وهو الذي يحي البشر كما قال سبحانه (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال: 24] فإن الروح يكون النور الذي جاء به الملائكة إلى الأرض، وهذا المعنى قريب أيضا من قوله سبحانه (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) [غافر: 15].

(مِنْ أَمْرِهِ) والملائكة تصدر انطلاقا من أمر الله، فلا تعمل حسب أهوائها، لذلك فهم يهبطون إلى عباد الله المصطفين‌ (عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)؛ فالرسل عباد الله وليسوا أنصاف آلهة، أما محتوى الرسالة وجوهرها فهو التالي (أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) إخلاص العبادة لله في كل الشؤون، والذي يتجسد في التقوى، هو جوهر الرسالات الإلهية.


[1] تفسير الميزان: ج 12 ص 206.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست