responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 283

(فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ).

النصب: التعب، وربما ارتبط التعب بالخوف من المستقبل في الآية، بسبب أن أكثر تعب الناس في الدنيا إنما هو للحرص على الدنيا، والخوف من المستقبل.

[49] كم يبعث السكينة في النفس البشرية التي تعيش القلق على المستقبل المجهول، والخوف من آثار الأخطاء والذنوب حين يطمأنه رب العالمين بانه هو الغفور الرحيم، بكلمات ملؤها الحنان فيقول (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).

لقد أعلن الرب رسميا لمن وصفهم بأنهم عباده قد خلقهم رحمة بهم لأنه هو الغفور، يمحي آثار الذنوب الماضية، الرحيم يزيد من يتوب من رحمته.

[50] ولكنه في ذات الوقت ينبغي أن يكون مرهوب الجانب‌ (وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ).

ضيف ابراهيم عليه السلام‌

[51] وكشاهد على ذلك، قصة ضيف إبراهيم عليه السلام، حيث جاءت الملائكة إبراهيم بالبشرى بينما حملت إلى قوم لوط العذاب الأليم‌ (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ).

[52] (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) ربما لأنهم جاؤوا في وقت غير مناسب، أو لأنهم لم يأكلوا من طعامه، وكانت العادة تقضي بأن من يأكل طعاما في بيت لا يلحق بأهله أذى احتراماً للزاد والملح، فإذا لم يأكل يعتقد إنه ينوي شرا.

[53] قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) فلقد جئناك مبشرين لا منذرين، ونحن ملائكة ربك، والملائكة كما نعرف تتمثل في صورة بشر سوي كما تمثل لمريم.

[54] وكان إبراهيم عليه السلام ينتظر بفارغ الصبر هذا الحدث السعيد، وقد أشرف على اليأس بسبب طول الإنتظار، وها هو الرب يبشره ليس بالغلام فقط وإنما أيضا بأنه صاحب فضل وعلم، وبالتالي هو الولي الذي ينتظره منذ وقت ليكون وارث علمه وهداه، ولأن إبراهيم فوجئ بالأمر فقد كان رد فعله الأولي التعجب والاستغراب‌ (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ) فأنا قد احتواني عمري الطويل، وقد شارفت على مرحلة الشيخوخة التي لا تقل عن المرض الذي يمس صاحبه. فكيف تبشروني؟!.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست