responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 276

هدى من الآيات

الأرض التي تحتضننا خليقة الله، فماذا عن الإنسان فوق الأرض، وما هي قصته التي لا تنتهي؟.

لقد كان ترابا فجُعل طينا، وبقي حتى تسنَّه، ثم أصبح صلصالا كالفخار يابسا يخلق منه البشر، وقبلئذ خلق الجان من نار أوجدتها الرياح السامة.

وبدأت القصة حيث قال الله للملائكة- وكان بينهم بعض الجان- وهو إبليس: إني خالق بشراً من طين يابس متخذ من حمأ مسنون، وأمرهم بأن يسجدوا له متى ما أصبح سويا متكاملا، وعندما يبعث فيه من الروح التي خلقها، فإذا بهم يسجدون جميعا، ويأبى إبليس، ويسأله الرب: لماذا لم تكن من الساجدين؟ فيجيب: أو لست قد خلقتني من نار ومثلي لا يسجد لبشر مخلوق من صلصال قد أتخذ من هذا الحمأ المتغير، فيخرجه الله من ساحة قربه ويرجمه بلعنته، ويطرده إلى أن يأتي يوم الدين فيحاسب. بيد أنه يطلب الإمهال إلى يوم البعث، فيعطيه الرب مهلة معينة لا يعرف مداها، ويتوعد بني آدم: بأن يزين لهم في الأرض وأن يغيرهم أجمعين، ولكنه يعرف أن هناك عبادا لله قد أخصهم ربهم لنفسه بسبب عبادتهم له وتسليمهم لأوامره، ويؤكد ربنا أن هناك صراطا مستقيما يتعهده الله ويسير عليه عباد الله الذين لا سلطان لإبليس عليهم. إنما سلطانه على من يتبعه وهم الغاوون الذين سيكون مصيرهم جهنم التي لها سبعة أبواب، كل فريق منهم يدخل من باب بينما المتقون في جنات وعيون يدخلونها وهم سالمون آمنون، لا يعيش في قلوبهم غل وهم إخوان يجلسون على سرر متقابلين، لا يعتريهم تعب لا يخشون من إخراج. تلك هي قصة الإنسان فوق الأرض فهل نعرف مغزاها؟.

بينات من الآيات

مراحل الخلق‌

المرحلة الأولى‌

[26] كيف خلق الله الإنسان الأول؟.

إن ربنا أحسن الخالقين قد يخلق شيئا بقوله كن فيكون‌ (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس: 82). وقد يخلقه وفق السنن والأنظمة، وقد خلق جسد الإنسان بهذه الطريقة حسبما تشير إليه تكاملية خلقه وضمير الجمع في‌ (خَلَقْنَا) أما روحه فقد نفخها فيه بقدرته المطلقة وبصورة مباشرة حسبما توحي إليه آية (قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (الاسراء: 85). وضمير

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست