responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 273

والعلم بمفاتيح الغيب ينبوع من خزائن القدرة الإلهية، فربنا يحيط علمه بالسلف والخلف، وإليه مصير الناس جميعا.

هكذا تتصل شؤون البشر بمشيئة الله. ابتداء من أمه الأرض، إلى معيشته فيها، إلى ماء السماء، وإليه المصير. أو ليس الأفضل التسليم له؟.

بينات من الآيات

دليل الله في الأرض‌

[19] أحب البشر أرضه، التي نبت فيها، وارتضع من خيراتها، ودب عليها، ومن أجل الدفاع عن بضعة أشبار منها أرخص دمه. أو لا يعلم أن الأرض هذه خلقها الله، ومدها من تحته من بعد أن كانت كتلة ملتهبة، ثم قرر الجبال فيها، ووضعها حيث تحافظ على توازنها على أدق نظام، وهو الذي أحاط علما بوزن الجبال‌ (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ) الرواسي، الثوابت وواحدها راسية والمراسي ما يثبت به‌ [1]، (وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مَوْزُونٍ) الوزن أدق من الكيل، وكل شي‌ء له وزنه الخاص ليس فقط كمجموع بل كما نعلم إن كل مادة كيمياوية تتركب من ترتيب نسب معينة من المواد الاخرى لا تزيد ولا تنقص، بحيث لو زادت أو نقصت لأصبحت مادة أخرى تختلف بل تتناقض خصائصها وميزاتها مع المادة السابقة.

[20] وجعل الله للإنسان معايشه في الأرض، فعلمه كيف يعيش، وخلق أنواع الصيد في البر والبحر، وعلمه كيف يصيد، وأودع في الأرض كنوز الخير يستخرجها البشر بالزراعة، وعلمه كيف يحول مواد الأرض بحيث يستفيد منها، كما أنه وفر لكل حي رزقا يناسبه، هل يرزق البشر بعض أنواع الهوام والحشرات والدواب والطيور، والأسماك‌ (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ) معايش جمع معيشة وهي طلب أسباب الرزق مدة الحياة [2]، (وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ).

وقد تفسر الآية: بأن ربنا قد ضمن رزق من لا يملك حولا مثل المرضى والمقعدين. و ... وهكذا.

[21] وبالرغم من أن الإنسان يسعى من أجل رزقه، فهو مثلا: يحرث الأرض ويطلب الصيد، ولكن هذا السعي ليس سوى وسيلة لاستدرار رحمة الله. ذلك لأن خزائن الله مليئة بالرزق، وتنتظر أوامر الله التي لا تأتي إلا بحكمة، ومتى تقتضي الحكمة؟ عندما يسعى البشر.


[1] مجمع البيان: ج 6 ص 430.

[2] المصدر السابق: ص 430.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست