responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 267

وفاجر. يتفاعلون معه في خيرهم وشرهم لذلك فإن أجل كل مجموعة ينتهي في وقت واحد.

ثانياً: إن تقديم الأجل كما تأخيره غير ممكن إلا أن يشاء الله، والسبب أن ربنا لا يأخذ أحدا قبل أن يكمل له فرصته ويتم الحجة عليه تماما.

التبرير منطق التقهقر

[6] ويبرر الكافر بكفره عناده بالهجوم ضد من يحمل تلك الفكرة السليمة، وهكذا الكفار اتهموا الرسول بالجنون‌ (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) أنهم كانوا يتهربون من ذكرهم، ويخافون من الهداية على متعتهم الزائلة، فبالرغم من اعترافهم بأنه صاحب ذكر يريد بلورة عقولهم وتزكية نفوسهم اتهموه بالجنون لأنه كان يضحي بكل راحته ومتعته من أجل مصلحتهم، ولا يريد مصلحة لنفسه، فأي تهمة يمكن الصاقها به غير الجنون- طبعا- حسب ثقافتهم المتوغلة في المادية. وحسب تفسيرهم للعقل وهو الحصول على أكثر ما يمكن من المكاسب، ينبغي أن يكون المضحي من أجل الهدف ومن دون أية مصلحة ذاتية، أن يكون مجنونا.

أما الجنون بمعنى انعدام العقل فإنه ينعكس على تصرفات الفرد- في أكله وشربه، في سلمه وحربه، في إرادته لأصدقائه، ومقاومته لأعدائه- وهل كان الرسول مجنونا بهذا المقياس؟ وهل الرساليون السائرون على نهجه مجانين بهذا المقياس؟ أم بمقياس الماديين السائرين في متع الدنيا الرخيصة؟!.

[7] ولكي يبرروا كفرهم طالبوا الرسول بأمر تصوروه محالا وقالوا (لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ) وهكذا كل فرد لا يريد أن يؤمن بفكرة أو يقوم بعمل يتعلل ببعض العلل.

[8] ولكن ألا يعلمون أن نزول الملائكة، يعني كشف الغيب أمام عين البشر، والله جعل الدنيا دار اختبار لعقل البشر وإرادته، وهل يختار الحق على الشهوات، ويكتشف الحق بين الشبهات أم يخضع لشهواته ويستسلم لها، وحين يشاء بعث الملائكة وكشف الغيب فإنه ينهي فترة الإختيار، وبعدها لا تُعطى فرصة أخرى للأمة.

(مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) فعند هبوط الملائكة لا يهمل الناس، وكل من يموت قد يشاهد الملائكة ويؤمن بها ولكن من دون فائدة.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست