responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 257

[43] وترى الظالمين يسرعون للفرار من الخطر وحيث يأمرهم الزاجر، وهم رافعوا رؤوسهم خوفا وهلعا، ولا يتحكمون في حركة اعينهم، كما أن قلوبهم فارغة من التفكير في أي شي‌ء سوى في مصدر الخطر (مُهْطِعِينَ) الإهطاع: الإسراع‌ (مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ) الإقناع طأطأة الرأس‌ (لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)

أقسام الظالمين في العذاب‌

[44] يبدو أنه ينقسم الظالمون إلى قسمين: من يؤخذ فقط في الآخرة، وهم الذين لا يقاومهم المظلومون، ومنهم من يعذبهم الله في الدنيا وفي الآخرة، وهم الذين تنذرهم هذه الآية (وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ) ودور الرسول هو قطع هذه الحجة، فلا ضير لو لم ينتفعوا من الإنذار (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ).

[45] ولكن كيف اطمأنت نفوسكم إلى الدنيا، وأنتم ورثتموها من غيركم، ولو لا هلاككم لما ملكتم بيوتهم، أو لا تسألون أنفسكم لماذا هلك أولئك!؟ أو ليس بسبب الظلم الذي اقترفوه؟! فهلا اعتبرتم.

(وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ) وهذا المنذر هو من تلك الأمثال.

المكر الخاسر

[46] قد يظن الظالمون أنهم لو كانوا أفضل خطة من السابقين لاستطاعوا أن يحموا أنفسهم من جزاء ظلمهم، ولكن هيهات .. كل الظالمين مكروا مكرا، ولكن المكر كان بالتالي في حدود سلطان الله، وفي إطار هيمنته، فهو الذي زودهم بعقل وإرادة وقوة حتى خططوا لأنفسهم، ومتى ما يشاء يسلب منهم وعيهم، فيتحول مكرهم عليهم.

(وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ) أي توسلوا بكل وسيلة ممكنة للحفاظ على أنفسهم. (وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ) فالأمور بيد الله حقا، وليس بيد العبد إختيار ما يريد، وربنا لا يعصى عن غلبة، بل بقوته التي منحها لعباده يعصيه الكفار.

وقد يكون مكر البشر قادرا على إزالة الجبال ولكن الأمر بالتالي بيد الله الذي زود الإنسان العقل والعلم.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست