responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 209

هدى من الآيات

ضمن آيات هذا الدرس يذكرنا القرآن الحكيم بأن الهدى والضلالة من عنده إذا أرادها الإنسان لنفسه، وأن الرسالة المحمدية هي امتداد طبيعي لرسالات الأنبياء السابقين ومكملة لها ومهيمنة عليها جميعا، وأن سنن الله واحدة تطبق على سائر الأمم في سائر الأجيال، فكما انطبقت على تلك الأمم هذه السنن كذلك تنطبق على هذه الأمة.

ويذكرنا السياق بأن أساس كفر الكفار ليس برسالة الرسول، بل بالرحمن، ثم بما يتفرع منه من رسالات الرحمن، فعلى الرسول أن يتوكل على الله لو كذبوه، ولو أن الله استجاب لهم بطلبهم المزيد من الآيات لما زادهم ذلك إلا عنادا واستكبارا، ثم هل هناك آية أكبر من هذا القرآن الذي لو كان من المقدر أن يُسيِّر الجبال ويُكلِّم الموتى لكان به وأكبر دليل على ذلك إن كثيرا من القوارع نزلت على من قبلهم أو قريبا منهم فلم يتعظوا، ولو أنهم يريدون الهداية بالآيات لاهتدوا بتلك القوارع واتعظوا بها، فهذه الأمم أعطيت مهلة كما أعطوا هم مثلها، فعاجلهم الله بالعقاب لما اختاروا الكفر على الإيمان.

وبعد ذلك يسأل: هل إن الله هو القائم على كل نفس بما كسبت من خير أو شر أم الشركاء؟! وهل الشركاء هم الذين ينبؤون الله ويوحون إليه؟!.

إن مكرهم السيئات، وتزيين ذلك في نفوسهم، والصد عن سبيل الله كان السبب الرئيسي في إضلال الله لهم، ومن يُضلل الله فلن تجد له هاديا مرشدا، وأما نهاية هؤلاء فاما عذاب الدنيا والآخرة، أو عذاب في الآخرة، وأما نهاية المؤمنين فأحسن منهم مقاما وأفضل نديا.

بينات من الآيات

وهم يكفرون بالرحمن‌

[30] (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ) إن الله أرسل الرسول إلى أمة سبقتها أمم جرت عليها السنن الإلهية كما ستجري على أمة الرسول صلى الله عليه واله أيضا، وهذه الآية توضح الامتداد الطبيعي للبشرية، وأن في البشرية خطا متكاملا، وإن الأمم مهما اختلف زمانها ومكانها عن أمة الرسول فهناك جامع مشترك بين سائر الأمم، وهي كما سبق ذكره محكومة بسنن واحدة تجري على الكل.

(لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) الهدف من رسالة الرسول أن يكون معبرا عن‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست