responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 180

دلالة واضحة على قدرة ربنا سبحانه.

إن ما في هذه الحياة يدل على أن الله رب كل شي‌ء، وما من إله غيره، كما أن توحيد الله يتجلى في الاختلاف الموجود في الكون.

لقد مد الله الأرض وجعل فيها رواسي شامخات لتحفظها من الميلان والتحرك، وخلق فيها من كل شي‌ء زوجين اثنين، وأولج النهار في الليل، والليل في النهار. ألا يدعونا ذلك إلى البحث عمن ينظم هذا الكون، وألا يدلنا ذلك على وحدة المنظم، فلو كان المنظم أكثر من واحد هل حدث مثل هذا التناسق العجيب في الكون؟!.

وكما أن في كلية الحياة عبرة، فإن في تفاصيل الحياة عبرة أخرى، فمثلا طبيعة الأرض الواحدة، واختلافها برغم تجاورها ألا تقودنا إلى رحاب الإيمان بالله؟ فهذه الأشجار تتفاضل على بعضها في الأكل، بعضها مفردة وبعضها أزواج .. علما بأن هذه الأشجار تشرب من ماء واحد وتنمو في أرض واحدة.

إن هذه الآيات كفيلة بتنبيه الغافلين، ذلك لمن ألقى السمع وهو شهيد، ولكن بالرغم من كثرة هذه الآيات وانتشارها في أرجاء الكون، يبقى الإنسان يرتاب في قدرة ربه على إحيائه بعد مماته.

إن خلق الأشياء وابتداعها من العدم أصعب من إعادة بنائها، ومن جهة ثانية إنهم إنما أنكروا البعث لأنهم كفروا بربهم، فلم يعرفوه حق معرفته.

إن هؤلاء وضعوا غل الشهوات على أفئدتهم فلم يستطيعوا أن يفكروا بحرية، ولذلك تراهم يوم القيامة، نزلاء النار خالدين فيها أبدا، وهؤلاء الذين كفروا بربهم لم تكن الحياة في صالحهم لأنهم كانوا ولا زالوا يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة، ولولا أن رحمة الله سبقت غضبه بأن يمهل الإنسان، إذن لأخذهم بعذاب بئيس.

وهم عندما يطالبون الرسول بالآيات لا يعلمون بأن الرسول ليس سوى منذر لا يملك أن يأتي بآية إلا بإذن الله، ثم إنهم حين كفروا بما عندهم من الآيات، فمن يضمن إيمانهم بآيات جديدة لو جاءتهم، أليس هناك احتمال كبير بأن يكفروا بها كما كفروا بما قبلها؟!.

إذن فالمشكلة عند الإنسان هي المنهجية في التفكير، ولو صحت هذه المنهجية لاستطاع أن يفكر تفكيرا سليما من دون حجاب يمنعه من الوصول إلى المعرفة، والمعرفة تعطيه الحكمة التي قال عنها الله (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)] البقرة: 269 [، والقرآن‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست