responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 177

القليل من العباد الشكور، والقليل من العباد المؤمنون، وإن تتبع أكثر من في الأرض يضلوك وهكذا .. لماذا؟.

يتكرر هذا المعنى كثيرا في القرآن لأن الإنسان بطبيعته الضعيفة، وانعدام ثقته بنفسه لا يتبع عقله دائما، بل يتبع الناس ويقول: حشر مع الناس عيد، فلكي يجعلنا القرآن ننظر إلى آفاق السماوات والأرض بلا حجاب يبعدنا عن الضغوط الاجتماعية التي تكبل عقل الإنسان، إذن في البدء اقطع العلاقة التبعية لكي تكون شخصية مستقلة ثم فكر في ذلك لأن مفتاح العقل التحرر.

حقائق كونية

[2] (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) جاء في الحديث في تفسير علي بن إبراهيم القمي في حديث طويل عن الإمام الرضا عليه السلام عن هذه الآية: قال

(فَثَمَّ عَمَدٌ وَلَكِنْ لَا تَرَوْنَهَا)

[1] والله أعلم ما هذه العمد.

كل تصورنا حتى الآن عن هذه العمد، أنها ربما تكون تعادل قوى الطرد والجذب بين الكواكب والنجوم فمثلًا: إن قوة الطرد الناشئة من دوران الأرض حول الشمس تساوي بالضبط قوة الجذب للشمس، فعلى ذلك تبقى الأرض ملايين السنين في مدار واحد، أما لو تغيرت إحدى هاتين القوتين لحدث ما لم يكن في الحسبان، فلو زادت قوة الطرد لانفلتت الأرض على المجهول في خط مستقيم، ولو زادت قوة جذب الشمس للأرض لالتصقت الأرض بالشمس لأنها ستضطر في النهاية لأن تسير في مسار حلزوني، ولنشبه هذا المثال بما يلي

أنت تمسك بطرف حبل في يدك والطرف الآخر للحبل مشدود به قطعة حجر .. حاول أن تدير الحجر، ماذا يحدث إن الحجر يريد الانفلات، فلا الحجر ينفلت، ولا هو يلتصق بيدك، لأن كلا القوتين متساويتين، ولكن هب أنك تركت طرف الحبل الذي بيدك، إنك تجد الحجر ينفلت، وهب إنك أثناء تدويرك للحجر تلف الحبل بيدك ستجد بعد قليل إن الحجر قد التصق بيدك.

ربما هذا التفسير يكون تفسيرا للعمد، والله أعلم.

(ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) إن الله سبحانه لم يخلق الحياة كساعة ذاتية الحركة تجري لحالها،


[1] تفسير القمي: ج 2 ص 328.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست