الم؛ تلك الحروف التي حمّلها الرب سبحانه آيات الكتاب و الكتاب الذي
أنزله الله إليك يا رسول الله هو الحق و كله لا ريب فيه.
و لا ضير في هذا الحق إن لم يؤمن به أكثر الناس (لخلل فيهم) فلا
يصدنك عدم إيمانهم عن هذا الحق والكتاب المحفوظ في ثنايا حروف يعكس حقائق ذلك
الكتاب المنبسط في السماوات. ألا ترى آيات الرب فيها كيف وضعها بغير عمد ترونها. و
قدر فيها ما قدر، ثم استوى على العرش يدبر الأمر ويجري فيها سننه وأقداره. ألا ترى
كيف سخر الشمس والقمر وكل قد قدر له أجلا مسمى.
والذي يدبر أمر السماوات والأرض لحظة بلحظة هو الذي فصل الآيات
لتتوفر للناس فرصة اليقين بلقاء الله، فانه لم يخلق كل هذه باطلا، ولن يترك الناس
سدى سبحانه، إنما يؤخرهم ليوم الجزاء الكبير.