responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 171

الإطار العام: آيات الطبيعة سبيل الإيمان‌

سميت السورة بسورة الرعد لوجود آية محورية فيها تنبئ عن الخط العام للسورة التي توصلنا إلى الإيمان والهداية عبر آياته الكونية، فالرعد حالة طبيعية، له مسبباته وأهدافه، على أن الرعد ليس آية كونية فقط، وإنما من الممكن أن يكون آية لنا يدلنا على الله وقوته ورزقه للعباد.

وبالرغم من أن الرعد يخيفنا صوته عند سماعه، إلا أن الله ينبهنا إلى قضية مهمة وهي: أن الرعد آية من آياته، كما أن السماوات والأرض آيات له، فليست الطبيعة هي المعبود الذي يجب أن نخشاه وأن نعبده، بل هي خلق من خلق الله، سخرها لنا لنستفيد منها، فليست الطبيعة هي الحاكمة، بل إن الرعد والسماوات والأرض تسبح الله من خيفته.

لقد أصبحت الطبيعة- منذ القدم- رباً مزيفاً يعبدها بعض الناس لما رأوا عظمتها؛ فهناك من عبد الشمس وهناك من عبد القمرأو النجم أو .. أو .. ولا زال الحاضر يشهد على مخلفات الماضي، فكلمة أطلس- مثلًا- تدل على إله الأرض، وكذلك ابولّو على إله السماء.

فإذا عبدت الله فإنه يعبِّد لك كل شي‌ء. وقد جاء في الحديث القدسي

(يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا حَيٌّ لَا أَمُوتُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ حَتَّى أَجْعَلَكَ حَيّاً لَا تَمُوتُ، يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْ‌ءِ كُنْ فَيَكُونُ أَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ أَجْعَلْكَ تَقُولُ لِلشَّيْ‌ءِ كُنْ فَيَكُونُ)

[1]. أما إذا لم تعبد الله فإنك لن تكون سيداً على الطبيعة، بل ستكون الطبيعة سيدة عليك، يسلطها الله عليك متى جحدت وكذبت.

إذا؛ فالهدف من آيات ذكر الله سبحانه في الطبيعة ليس ذاتها، وإنما الهدف من ذلك هو تعميق روح الإيمان بالله في قلب الإنسان، وزرع اليقين في قلبه، فمسيرة الطبيعة هي تلخيص لحياة الإنسان؛ فمثلا يقول العلماء إن الطبيعة إلى زوال، وإنها في تناقص مستمر، أفلا يدل ذلك‌


[1] مستدرك الوسائل: ج 11، ص 258.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست