responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 157

المكاره التي تصيبه بسبب التقوى .. فإن الله يجزه بقدر إحسانه إلى الآخرين، والقرآن يؤكد في سورة يوسف على قيمة الإحسان لأهميتها في الملك، وفي الحصول على مغانم الدنيا.

لحظات الاعتراف‌

[91] فاعترفوا بذنبهم، وبأن الله حين فضله عليهم فإنما بعلمه وحكمته البالغة (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) إن خطأهم الأساسي كان في مقاومة سنة الله التي لايزيدها رفض الناس لها إلا عجلة.

[92] أما يوسف عليه السلام الذي عرف عاقبة الغرور بالقوة، وكيف أن إخوته قد أسكرهم خمر العصبية فقاموا بجريمة منكرة وحطموا مستقبلهم، أما يوسف عرف أن زكاة النصر هي العفو فقد تسلح بقيمة الإحسان التي رفعته إلى هذا المقام بإذن الله. وعفا عنهم بل وأعطاهم الأمل بأن يعفو عنهم الله لكي لا يلاحقهم شبح الجريمة فتتعقد أنفسهم، وتسوء أخلاقهم فيقوموا بجرائم أخرى .. (قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ) أي لا توبيخ ولا تقريع‌ (يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

[93] ثم أمرهم بأخذ قميصه إلى والده يعقوب. وهو ذلك القميص الذي تضوع بعبق جسده ذا النكهة الخاصة التي لابد لأبيه الواله من معرفته بسبب تركز أحاسيسه في لحظة المصاب وتذكره كل شي‌ء من يوسف وبسبب استمرار حضور يوسف في مخيلته رغم مرور أربعين سنة على فراقه‌ (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) إن الحزن البالغ الذي ذهب بنور عين الشيخ الواله .. يتبدل فجأة إلى سرور بالغ فتنشط خلايا جسده جميعا، ويعود بصيرا بإذن الله.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست