responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 155

تأثير البكاء على القلب القاسي‌

[85] يبدو أن قلب أبنائه القاسي بدأ الآن يلين لوالدهم الحزين فجاؤوا إليه يواسونه ويطلبون منه التقليل من الحزن للإبقاء على صحته لكي لا يكون فاسد الجسم أو هالكا.

(قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ) أي إننا نقسم عليك بالله ألا تستمر على ذكر يوسف فتعجل مرضك أو موتك‌ (حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ) الحرض المشرف على الهلاك.

[86] ولكنه قال: كلا إن عاقبتي ليست الهلاك أو المرض بل سوف أبلغ هدفي لأن اعتمادي على الله، ولأني أعلم عن تعبير رؤيا ولدي يوسف. أني سوف أراه ذا شأن كبير. وهذا الأمل يحدوني إلى الضراعة إلى الله لتعجيل الفرج عليّ‌ (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) البث هو ما ظهر من الحزن‌ (وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).

بث روح الأمل‌

[87] ثم دعاهم إلى السعي بلا يأس، وأمرهم بالتحرك والتفتيش عن يوسف وأخيه لمعرفته إن البلاء يرفع عند شدته‌ (يَا بَنِي اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا) أي استفيدوا من إحساسكم ولا تعتمدوا على نظرياتكم التي قد يداخلها اليأس فتبدوا لكم الحقائق أساطير، ولا تعتمدوا على أقوال الناس التي قد لا تكون صحيحة، وهذا أمر صريح منه بضرورة الإعتماد على العلم خصوصا الحاصل من التجربة الحسية.

(مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) إن آفة التحسس والتفتيش عن الحقيقة هي اليأس والاعتقاد بقصر عقل الإنسان عن المعرفة وروح الله. ذلك الإلهام المفاجئ الذي يغمر قلب الباحث فيهتدي إلى الحق.

إن العلم نور يقذفه الله تعالى في قلب من يشاء، وهو روح الله في هذا المجال ولكن لا يقذفه إلا بعد أن يكون الفرد صالحا والذي لا يتحسس ولا يفتش بإحساسه عن الحقيقة لا يقذف الله نورها في قلبه.

(إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ) فالذين يكفرون بالله ويسترون نعمه عليهم. هم الذين ييأسون من روح الله.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست