responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 153

(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)).

هدى من الآيات

وعاد إخوة يوسف عليه السلام إلى أبيهم وبغم جديد، وخرق للميثاق، فلم يصدقهم يعقوب بأن أخاهم سرق، واتهمهم بتدبير حيلة جديدة، ولكنه تذرع بالصبر الجميل، ووضع كل أمله على الله العليم الحكيم، وترك ابناءه وأعاد نوحه على ابنه يوسف عليه السلام وأسفه عليه حتى مشى البياض في سواد عينه، وكادت تعمى، وحتى بدا للناظر في مظهره الملي‌ء، بالهموم. الكاظم نفسه عنها. أما هم فقد أشفقوا عليه وقالوا: إنك لا تزال تذكر يوسف حتى تشرف على الهلاك أو تهلك فعلا، ولكن يعقوب تمسك بهدى إيمانه فلم ييأس وقال: إني أشكو همومي وأحزاني إلى الله الذي أعلم أنه أرحم الراحمين، وأنه يفي بوعده باستخلاف يوسف وسجود اخوته أمامه وأمرهم بتكرار المحاولة لعلهم يعثرون على يوسف، ونهاهم عن اليأس الذي هو بضاعة الكفار الذين لا يؤمنون بالله وبرحمته الواسعة، واستجاب إخوة يوسف لأمر والدهم الذي أشفقوا عليه، وبلغ ندمهم على فعلهم السابق مبلغ التوبة النصوح.

فذهبوا إلى مصر ودخلوا على العزيز وقالوا له بلهجة المتضرع: إننا قوم قد أحاط بنا البلاء حتى تحسسنا بألم الفقر، ولا نملك إلا بضاعة رديئة. ونسألك أن تعتبرها جيدة فتوفي لنا الكيل بقدر البضاعة الجيدة، وتصدق علينا بإطلاق أخينا فالله يجزي المتصدقين الذين يحسنون إلى الناس ابتغاء مرضاته، ورأى يوسف أن الوقت قد حان للكشف عن نفسه فقال: هل تذكرون ما فعلتم بيوسف في أيام جهلكم تحسبون أن باستطاعتكم سلب حب أبيه عنه؟ وكان أبوهم قد أعطاهم الأمل في البحث عن يوسف، وجاء سؤال العزيز عن يوسف غريبا فقالوا: أئنك لأنت يوسف. قال: أنا يوسف وهذا أخي. انظروا كيف منَّ الله علينا بسبب التقوى والصبر والإحسان، وبالرغم من إنفة إخوة يوسف الشديدة من الإعتراف بفضل يوسف سابقا. إلا أنهم حلفوا الآن بالله بأن الله قد فضله عليهم، وأنهم هم الخاطئون، فعفا عنهم يوسف، واستغفر الله لهم وأملهم من رحمة ربهم الذي هو أرحم الراحمين وطلب منهم العودة إلى أبيهم مع قميصه ليستعيد بصره الذي فقده لحزنه، وليأتوا بأهله جميعا ليشهدوا نعم الله عليه.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست