responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 140

هدى من الآيات

ومضت السنون الاربعة عشر السمان فالعجاف، وجاء عام الإغاثة، وضاقت الحياة بأهل فلسطين وسعى إخوة يوسف إلى مصر- فيمن سعى- للحصول على نصيبهم من المؤونة لقاء ما عندهم من سلع أو نقود.

فلما وردوا مصر دخلوا على أخيهم، فعرفهم يوسف دون أن يعرفوه، وأمر بأن يهيأ لهم نصيبهم ثم قال لهم ائتوني بأخ لكم من أبيكم، أفلا تجدوني إني أوفي الكيل وأحسن الضيافة، وإلا فلا أعطيكم نصيبه ولا أقربكم إلى نفسي، قالوا سنحاول ذلك مع أبيه، وقبل أن يرحلوا أمر يوسف بأن يجعل السلعة التي جاؤوا بها في رحالهم لعلهم يعرفونها، فيعودون إلى مصر دون أن يمنعهم قلة الزاد أو خشية الجفاف، فلما عاد إخوة يوسف قالوا لأبيهم إن الكيل قد منع منا حتى تبعث معنا أخانا نكتل له، وإنا له لحافظون، وعاد يعقوب يذكرهم بمصير أخيهم يوسف بعد أربعين عاما، وقال هل آمنكم عليه كما آمنتكم على أخيه يوسف من قبل؟! ثم قرر أن يتوكل على الله بعد أن عرف من أبنائه التوبة والصدق، فقال: الله خير من يحفظ وهو أرحم الراحمين.

ثم حين فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم قد ردت إليهم، فقالوا لأبيهم ماذا نطلب لقد ردت إلينا بضاعتنا، وإنا نسعى من أجل الحصول على الطعام لأهلنا، بالإضافة إلى كيل نأخذه لأخينا وهو كيل يسير بالنسبة لحاجتنا الماسة، قال أبوهم: كلا .. لن أرسله معكم حتى تأتوني بوثيقة وعهد من الله بإعادته إلي إلا إذا لم تقدروا على ذلك، فلما أعطوه الموثق قال يعقوب: الله على ما نقول وكيل.

وهكذا بعد اليمين المكرر أذن الشيخ لابنه العزيز بالرحيل مع إخوته طلبا للميرة.

بينات من الآيات

بعد أربعين عاما مرت على قصة الجب‌

[58] أربعون عاما مر على قصة الجب، ويوسف ذلك الغلام المتوهج جمالا وأناقة قد أصبح اليوم رجلا عركته المآسي والويلات، وجلس على أريكة الملك بملابسه الزاهية. كل ذلك مع هيبة السلطنة منعت إخوته من معرفته، أما يوسف فقد عرفهم بسرعة لأنهم كانوا رجالا حين تركهم‌ (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) قبل أعوام‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست